اليابان تحسم في تيكاد

في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد)، تجددت محاولة جبهة البوليساريو فرض حضورها دون دعوة رسمية أو اعتماد بروتوكولي، وسعى وفدها إلى تحويل مسار اللقاء من منصة اقتصادية وتنموية إلى ساحة جدل سياسي، لكن اليابان أوقفت هذا المسعى بهدوء وحزم، وأكدت موقفها الثابت، لا اعتراف بكيان خارج منظومة الأمم المتحدة، ولا تمثيل لكيان لا تعتبره دولة، ومنعت السلطات مشاركة الوفد وأخرجته، لتعيد إلى الواجهة أزمة متجددة تتكرر في كل قمة إفريقية دولية.
حاولت البوليساريو التسلل عبر غطاء مفوضية الاتحاد الإفريقي، رغم نفي طوكيو توجيه أي دعوة لها، ووصف مراقبون هذه الخطوة بأنها مجرد "حيلة بروتوكولية" هدفها صناعة شرعية زائفة، وأثار هذا الوضع مجددا التساؤلات حول طبيعة الدعوات، هل تخص فقط الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أم تشمل جميع مكونات الاتحاد الإفريقي؟
اعتمد الاتحاد الأوروبي خيار التجاهل وعدم منح أي وضع بروتوكولي، بينما اعتمدت قوى كبرى كالصين وروسيا والولايات المتحدة نهجا أوضح يقوم على استبعاد الكيان غير المعترف به من الدعوات الرسمية.
وصف الباحث السياسي محمد بودن تحركات البوليساريو بأنها "مطاردة عبثية للعواصم الدولية"، مؤكدا أنها تربك مسارات الشراكة وتؤثر سلبا على العلاقات الإفريقية مع المغرب،
وأشار إلى أن 165 دولة من أصل 193 عضوا بالأمم المتحدة لا تعترف بالكيان أو سحبت اعترافها، فيما دعمت دول أخرى مغربية الصحراء بفتح قنصليات في مدنها.
انتقد بودن استمرار عضوية البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي، معتبرا إياها "خطأ تاريخياً" يعود إلى الثمانينيات ولم يُصحح حتى الآن، ورأى أن الكيان الانفصالي يستغل هذا الوضع للظهور الإعلامي والتقاط صور أمام الكاميرات، دون أي تأثير سياسي حقيقي.
فشلت البوليساريو مجددا في انتزاع شرعية دولية، بعدما أحكمت اليابان موقفها على غرار قوى عالمية أخرى، لتؤكد أن أي محاولة للظهور خارج الإطار الأممي ستظل مناورة سياسية محكومة بالفشل.