خالد أبو الليل: المرأة المصرية لها دور مؤثر في الحفاظ على الهوية
قال الدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للكتاب، إنّ مصر دولة ثرية بالموروث الشعبي، موضحًا: "لا نتحدث عن الامتداد الشعبي لمصر منذ 200 عام، ولكن منذ مصر القديمة، وعلى سبيل المثال، الحكاية الشعبية الشهيرة التي نتداولها الآن، وهي سندريلا، هناك آراء كثيرة جدا تقول إنّ أصلا مصري قديم، وهي حكاية رادوبيس بنفس التفاصيل والتشويق والحكاية، حتى ما حدث لحذائها، كان كل ذلك موجودا في إحدى البرديات القديمة وعُثر عليها".

وأضاف، في حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ هذا الأمر يدل على عمق التراث الشعبي والحضارة المصرية الممتدة شعبيا وثقافيا إلى الآن".
وحول المرأة المصرية في الموروثات الشعبية والأدب الشعبي، وقال: "صورة المرأة في الأدب الشعبي، فهي موجودة وتتوارثها المرأة المصرية المعاصرة، وهناك نماذج كثيرة في تراثنا وموروثنا الشعبي المصري القديم تبرز فيه دور المرأة بدرجة كبيرة".
وأكد، أن للمرأة المصرية دور مؤثر في الحفاظ على الهوية المصرية، ولعبت دور ذاكرة الشعب، وحفظت تراثا شعبيا كبيرا عبر التاريخ، مواصلا: "صدر أول كتاب لي في عام 2008 بعنوان المرأة والحدوتة دراسة في الإبداع المكاني الشعبي للمرأة المصرية، وبتالي، فإن للمرأة المصرية دور تاريخي في الأدب الشعبي والموروثات الشعبية، مثل إيزيس".
خالد أبو الليل: إذا لم نغذِّ الذكاء الاصطناعي بتراثنا سيتشكل وفق ما يقدمه الآخرون
وقال الدكتور خالد أبو الليل، إنّ تأثير الذكاء الاصطناعي على الحكي الشفهي والشعبي إيجابي وسلبي في الوقت ذاته (سلاح ذو حدين)، موضحًا: "نتذكر هنا أساتذتنا الكبار وعلى رأسهم الدكتور جابر عصفور عندما ظهرت العولمة، وقتها قال إن العولمة شر لا بد منه، وأقول إن الذكاء الاصطناعي شرين لا بد منهما، ولكن لا يمكننا دفن رؤوسنا في الرمال".
وأضاف، أنّ الذكاء الاصطناعي خطر على البشرية إلا إذا تسلحنا له، ومن ثم، فإننا يمكننا العودة إلى تنبيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص الذكاء الاصطناعي والحاسب الآلي وتأهيل الشباب لاستخدامه، مشيرًا، إلى أنّ هذا نابع من استشراف المستقبل، لأن الذكاء الاصطناعي لغة المستقبل القريب، فهو مهم جدا للبشرية.
وتابع: "لدينا في مصر تراث عريق جدا، والذكاء الاصطناعي مجموعة من الحقول المعرفية إذا لم نسارع إلى تغذيتها بتراثنا ومعلوماتنا سينتج عن ذلك أن الآخر سيغذيه بمعلوماته التي يريدها، وبالتراث الذي يريده، ومن ثم، فإنه سيدخل إلينا الشك الذي نعيشه، وهو كسر النموذج والقدوة لدينا، فيجعل الجديد يتشكك في كل ما هو ثابت".
وواصل: "لدينا ثوابت دينية وأخلاقية وتاريخية وشعبية لأننا قرأنا عنها وتربينا عليها، ولكن بعض الأجيال الجديدة لن تستمد ثقافتها من الكتاب ولكن من المعلومات والحقول المعرفية مثل الذكاء الاصطناعي، وعندما يريدون الاضطلاع على سير أحمد عرابي وجمال عبد الناصر وسعد زغلول وأنور السادات، فإننا إن لم نملأ هذه الحقول بالمعلومات الصحيحة غير المغلوطة، فإن الغير سيملأها بمعلومات تجعل الأجيال الجديدة تتزعزع لديها هذه الثوابت".