بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اكتشاف حفرية ديناصور مغطى بالمسامير في المغرب

حفرية الديناصور
حفرية الديناصور

في اكتشاف يُعد الأول من نوعه، عثر علماء الحفريات على بقايا ديناصور مدرع يحمل صفات غير مسبوقة في عالم الديناصورات، ضمن طبقات صخرية بمنطقة بولمان في جبال الأطلس بالمغرب. 

ويصنف هذا الديناصور، الذي أُطلق عليه اسم Spicomellus afer، عاش قبل نحو 165 مليون سنة، ضمن أقدم أعضاء عائلة الأنكيلوصورات، وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة معروفة بدروعها الواقية

درع خارق ومظهر استثنائي


ما أثار دهشة الباحثين هو الدرع غير التقليدي الذي يكسو جسم سبيكوميلوس. فقد كان مغطىً بأشواك حادة وطويلة، بعضها بلغ طوله نحو متر كامل، وكانت تبرز من أضلاعه ورقبته على نحو غير مألوف. عالم الحفريات ريتشارد بتلر من جامعة برمنغهام وصف هذا الدرع بأنه "لا يشبه أي شيء رأيناه في أي ديناصور أو حتى أي كائن حي معروف"

وأضاف بتلر أن وجود طوق عنقي مكوّن من أشواك بطول مضارب الجولف، مع زوجين من الأشواك البارزة فوق الرقبة، يطرح تساؤلات عن وظيفة هذا الدرع: هل كان وسيلة للدفاع فقط، أم أيضًا جزءًا من سلوكيات التزاوج والعروض البصرية؟

سلوك غامض واستخدامات متعددة للدروع


الباحثة سوزانا ميدمنت من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، والتي شاركت في الدراسة، رجّحت أن هذه الزوائد قد تكون قد استُخدمت في المغازلة أو التنافس بين الذكور، على غرار ما نراه في الطاووس أو الغزلان. وأوضحت أن التركيب المعقد للدرع يبدو مزعجًا للحركة داخل البيئات النباتية الكثيفة، ما يدعم فرضية استخدامه لأغراض استعراضية أكثر من الدفاعية

أدلة جديدة تغير المفاهيم السابقة


رغم أن الحفرية المكتشفة لم تكن كاملة، حيث لم يُعثر على الجمجمة، فإن ما تبقى منها قدم نظرة غير مسبوقة على هذا الكائن. تضمنت الفقرات الذيلية المندمجة، وهي سمة مميزة للديناصورات المزودة بأسلحة ذيلية مثل الهراوات، مما يشير إلى أن هذا النوع طوّر أدوات للدفاع الذاتي قبل ملايين السنين مما كان يُعتقد سابقًا

مفاجأة في التسلسل التطوري


المثير للاهتمام أن سبيكوميلوس، رغم كونه أقدم أفراد الأنكيلوصورات المكتشفة حتى الآن، امتلك درعًا أكثر تعقيدًا من الأنواع التي جاءت بعده. ويرى الباحثون أن ذلك ربما يشير إلى تغيّر في طبيعة الضغوط البيئية لاحقًا، خصوصًا خلال العصر الطباشيري، حين واجهت الديناصورات العاشبة مفترسات ضخمة مثل التيرانوصور

لمحة من الماضي عبر صخور المغرب


يمثل هذا الاكتشاف تطورًا جوهريًا في فهمنا لتاريخ الديناصورات وتنوعها. فمن خلال بقايا Spicomellus afer، يظهر أن الديناصورات المبكرة لم تكن بدائية في تصميمها كما كان يُعتقد، بل ربما كانت أكثر تنوعًا وابتكارًا، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام العلماء لإعادة النظر في تطور الديناصورات العاشبة ومدى تعقيد استراتيجياتها الدفاعية والتكاثرية