خط أحمر
ستكون ملطخة بالدم
سوف يأتى يوم يقف فيه بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب، أمام يد العدالة فى المحكمة الجنائية الدولية، وإذا حدث هذا فإن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب يجب أن يتقدمه فى الوقوف أمامها. أقول هذا وأنا أقرأ للرئيس الأمريكى أن دخول جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى غزة يجعل الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس أكثر أمانًا!
لنا أن نتصور أن قائل هذا الكلام لم يترك مناسبة منذ دخل البيت الأبيض فى العشرين من يناير، إلا وأعلن فيها رغبته المحمومة فى الحصول على جائزة نوبل للسلام!.. إنه يستميت فى سبيل الحصول عليها، ولا يكاد يستقبل ضيفًا فى مكتبه، إلا ويطلب منه صراحةً أو ضمنًا أن يزكى اسمه للحصول على الجائزة.
هذا الرجل نفسه هو الذى يتحدث عن أمان أكثر للرهائن لدى حماس عند دخول اسرائيل لاحتلال القطاع!.. يقول هذا وهو يعرف أن دخول جيش الاحتلال إلى القطاع لا نتيجة إلا سقوط المزيد من الضحايا المدنيين!
إن ضحايا الإبادة التى تشنها حكومة التطرف على الفلسطينيين زاد عددهم على الستين ألفًا، أما المصابون فلا حصر لهم ولا عدد تقريبًا، وفى كل الأحوال فإنهم بمئات الألوف، ومع ذلك كله، فإن ساكن البيت الأبيض لا يرى مانعًا من مضاعفة هذه الأعداد كلها، ولا يرى أى حرج فى أن يتساقط المزيد منهم والمزيد!
لا غرابة فى أن يرى ذلك بالتأكيد، ولكن الغرابة كل الغرابة أن يتصور أنه يمكن أن يحصل على نوبل للسلام وهو على هذا الحال!
وإذا كان ترامب يتكلم عن أمان أكثر للرهائن فى ظل دخول جيش الاحتلال إلى غزة، فلا معنى لما يراه إلا أنه دعوة صريحة إلى حكومة التطرف لتدخل وتقتل وتدمر وتنسف، ولا معنى لما يراه إلا أنه شريك كامل فيما يمكن أن يترتب على دخول الإسرائيليين من فظائع. فهو الوحيد الذى يستطيع أن يكبح جماع المجرم المتطرف نتنياهو، ويستطيع لو شاء أن يوقف هذا القتل اليومى فى حق الأطفال بالذات، قبل أن يكون فى حق كل مدنى من بعد الأطفال!
من الجائز طبعًا أن نستيقظ ذات يوم على نبأ حصول ترمب على نوبل للسلام، وإذا حدث هذا فلن يكون الأمر غريبًا فى عالم كالعالم الذى نعيش فيه، ولكنها ستبقى جائزة ملطخة بدم كل مدنى سقط فى أرض فلسطين.