بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

العلاج «التطبيب» عن بعد: فوائد وتحديات

بوابة الوفد الإلكترونية

40 مليون جنيه تكلفة المشروع بمرحلتيه
خيار واعد يحسّن صحة ورفاهية المجتمع المصرى.. ويتماشى مع رؤية 2030

منذ جائحة كوفيد 19 والعلاج عن بعد فى مصر يشهد تطوراً متزايداً، حيث تم الاعتراف به قانونياً ودمجه فى نظام الرعاية الصحية و تهدف هذه التقنية إلى توفير الرعاية الصحية للأفراد فى المناطق النائية والمحرومة، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسين التواصل بين المرضى والأطباء، وتقليل الزيارات غير الضرورية للمستشفيات.
رغم كل هذه المزايا.. هناك تحديات تقف حجرة عثرة دون الوصول لكل هذة المزايا أو إطالة وقت الوصول لها وتحقيقها على أكمل وجه رغم دعم الدولة وشراكات متعددة مع القطاع الخاص فى تنامى العلاج عن بعد ومع إنشاء أول مستشفى افتراضى للتطبيب عن بعد
وأبرز جوانب العلاج عن بعد فى مصر، بدأ بالاعتراف القانونى، حيث تم دمج العلاج عن بعد فى النظام الصحى المصرى، ويتم تنظيمه من خلال ورش عمل ومشاركات مجتمعية لضمان جودة وسلامة الخدمة. وهناك توسيع نطاق الرعاية الصحية وتمثل فى توفير الرعاية الصحية للأفراد فى المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الطبية، مما يقلل من الفوارق الصحية بين المناطق المختلفة. وهناك جانب تحسين جودة الرعاية ويتيح العلاج عن بعد للمرضى الوصول إلى استشاريين متخصصين فى مختلف التخصصات الطبية، ما يعزز جودة التشخيص والعلاج. وجانب تقليل التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية، مثل تكاليف التنقل والإقامة فى المستشفيات، خاصةً لكبار السن. وهناك ايضا استخدام التكنولوجيا،مثل الفيديو كونفرنس، وتطبيقات الهواتف الذكية، وأجهزة الاستشعار الطبية القابلة للارتداء، مما يسهل تتبع الحالة الصحية للمريض. يضاف لما سبق مراقبة المرضى عن بعد، حيث تتيح تقنية مراقبة المرضى عن بعد (RPM) للمرضى تتبع حالتهم الصحية عن طريق الأجهزة المحمولة، مما يساعدهم على إدارة صحتهم بشكل أفضل. ومن الجوانب الأبرز تطبيقات الهواتف الذكية واستخدامها لتسجيل الأدوية، ومراقبة مستوى السكر فى الدم، وتوفير استشارات طبية عن بعد. كما تم الإعلان عن إنشاء أول مستشفى افتراضى فى مصر للعلاج عن بعد، لتعزيز السياحة العلاجية، وتحسين الصحة الرقمية، وجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم. 
وحالياً يستعد قطاع التطبيب عن بعد فى مصر لتحقيق نمو كبير، مدعوماً بالتقدم التكنولوجى، وبتوسع الإنترنت، والبيئة التنظيمية الداعمة. خاصة مع رؤية الحكومة المصرية 2030 والتى تتضمن التحول الرقمى كركيزة أساسية محورية مع تحديد الرعاية الصحية كقطاع ذى أولوية، وتتوافق هذه الرؤية مع الاتجاهات العالمية نحو حلول الصحة الرقمية وتوفر فرصاً عديدة للابتكار والاستثمار فى التطبيب عن بعد.. ولذلك وبحسب خبراء القانون والأطباء فإن التطوير المستمر للأطر القانونية والتنظيمية الخاصة بالتطبيب عن بعد سوف يلعب دوراً حاسماً فى تشكيل مستقبل هذا القطاع، ومن خلال معالجة التحديات الحالية ووضع مبادئ توجيهية واضحة، يمكن لمصر الاستفادة من التطبيب عن بعد لتعزيز إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحسين نتائج المرضى، وإنشاء نظام رعاية صحية أكثر مرونة..ومن هنا جاء الاعلان عن المرحلة الأولى من مشروع التشخيص والعلاج عن بعد لـ١٥٠ وحدة وهو يوفر خدمة طبية تخضع لمقاييس جودة مرتفعة تستهدف بناء الإنسان المصرى صحياً، وتقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة الأكثر انتشار فى المجتمع المصرى.
سيتم المشروع على مرحلتين لتركيب ٣٠٠ جهاز داخل المستشفيات المختلفة بالمحافظات النائية بتشخيص المرضى عند بعد، على أن تشمل المرحلة الأولى تركيب ١٥٠ جهازاً تليها المرحلة الثانية بتركيب ١٥٠ جهازاً آخر فى المحافظات الحدودية والنائية والتى تعانى من نقص بعض الخدمات العلاجية والتشخصية.
وسيتم العمل داخل المشروع بطرق متطورة على أن يتم تركيب الأجهزة بالمستشفيات والوحدات، وجهاز آخر يتم تركيبه داخل المستشفيات الجامعية حتى يستطيع الاستشاريون المتواجدون بها مناظرة كافة المرضى فى المستشفيات فى المحافظات النائية والحدودية التى تفتقر للخدمة والكفاءات الطبية، وتبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 40 مليون جنيه!
   *مشروع واعد ولكن*
..والتطبيب عن بعد فى مصر، على الرغم من كونه واعداً، فإنه يواجه العديد من التحديات التى يجب معالجتها لتسخير إمكاناته بالكامل، أهمها وأولها الفجوة الرقمية، التى يمكن أن تحد من الوصول إلى خدمات التطبيب عن بعد فى المناطق الريفية أو المحرومة بسبب الافتقار إلى البنية التحتية اللازمة أو المعرفة الرقمية، ويتطلب ضمان الوصول العادل إلى التطبيب عن بعد استثماراً كبيراً فى التثقيف العام حول استخدام الخدمات الصحية الرقمية. ويتمثل التحدى الآخر فى دمج خدمات الرعاية الطبية عن بُعد مع أنظمة الرعاية الصحية القائمة، بحسب الدكتور محمود فؤاد، مدير مركز الحقوق فى الدواء، مشيراً إلى أن الدمج السلس ضرورى للحفاظ على استمرارية هذه الرعاية وضمان أن تكتمل بدلاً من منافستها للخدمات الصحية التقليدية، وهذا يتطلب نظم سجلات صحية إلكترونية متوافقة وبروتوكولات واضحة للإحالة والمتابعة بين مقدمى خدمات الرعاية الطبية عن بُعد ومرافق الرعاية الصحية التقليدية.
ومن أجل إحداث نقلة حقيقية فى مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ونشرها على أوسع نطاق، وضرورة بناء وتطوير منظومة التشخيص عن بعد..اشار دكتور أسامة عبد الحى نقيب الأطباء إلى ما  تم فى يناير2020 بتوقيع بروتوكول تعاون ثلاثى، بشأن توفير الخبرات والاستشارات الصحية للمواطنين من خلال تطبيقات التشخيص عن بُعد، وذلك بين وزارات: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصحة والسكان، والتعليم العالى والبحث العلمى من أجل تفعيل دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم منظومة الصحة والاستفادة من الموارد المتاحة لدى الوزارات الثلاث والعمل على تكاملها؛ وذلك من أجل تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصرى وتخفيف العبء عنه، باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتوفير خدمة التشخيص الطبى بكفاءة عالية الجودة للمناطق المهمشة والمحرومة، حيث تلتزم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدورها فى توفير التقنيات المطلوبة من أجهزة وتطبيقات وخدمة خطوط الاتصال بسرعات مناسبة وخدمة الاستضافة الكاملة للمنظومة، بالإضافة إلى تركيب وتشغيل وحدات التشخيص عن بُعد فى المستشفيات المنوطة بتشغيل الخدمة، والإشراف الفنى ومراجعة الحلول الفنية الخاصة باستضافة وتأمين البرمجيات الخاصة بمنظومة تقديم الخدمات الطبية والصحية عن بعد...من جانبه أكد الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف العام على التأمين الصحى الشامل على دعم وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية لتعزيز الخدمات الافتراضية بالشراكة مع القطاع الخاص وكبرى الشركات العالمية.. مؤكدا أن المستشفى الافتراضى هو الأول افريقيا والأكبر على مستوى الشرق الأوسط من حيث التكامل وتقديم خدمات التطبيب عن بعد بمحافظات التأمين الصحى الشامل،مشيرا إلى أحدث الشراكات مع هواوى وتم بحث إنشاء مركز وطنى لعلوم البيانات الصحية وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، ليكون بيت خبرة وطنى لتطوير الحلول التكنولوجية المبتكرة، وأشار إلى أن الهيئة تمتلك حالياً أكثر من 6 ملايين سجل طبى إلكترونى، ونصف مليار صورة أشعة رقمية مؤرشفة ومدعومة بالذكاء الاصطناعى، ما يعكس تطور منظومة التحول الرقمى داخل الهيئة. كما استُعرضت آليات التحول الرقمى الكامل، والربط المؤسسى، والأتمتة التى تعزز كفاءة التشغيل واتخاذ القرار.
ومن جانبه، أكد السيد ويند، النائب الأول لرئيس شركة هواوى العالمية، اعتزاز الشركة بشراكتها الاستراتيجية مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، التى تمثل أحد النماذج الرائدة فى تقديم خدمات صحية ذكية على مستوى المنطقة، وأوضح أن هواوى تلتزم بتسخير أحدث حلولها التكنولوجية وخبراتها العالمية لدعم مسارات التحول الرقمى داخل قطاع الرعاية الصحية فى مصر، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تسهم فى بناء نموذج إقليمى متكامل للرعاية الصحية الذكية يرتكز على الابتكار والاستدامة. والتطبيب عن بعد. وتنفيذ
أول نموذج متكامل للمدن الطبية الذكية فى مصر، قائم على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، مؤكداً أن هذا المشروع سيحدث نقلة نوعية فى نظم التشغيل والإدارة بالمرافق الصحية، وسيمثل طفرة فى تقديم الخدمات الصحية الذكية، بما يعزز من كفاءة الخدمة وجودتها، ويضع مصر فى مصاف الدول الرائدة فى هذا المجال إقليمياً ودولياً.
< كلمة أخيرة
تحقيق الإمكانيات الكاملة للرعاية الطبية عن بُعد يتطلب التعامل مع التحديات القانونية والأخلاقية والتقنية، ومن خلال تشريع قوانين داعمة ووضع سياسات واضحة وضمان معايير أخلاقية حاسمة، يمكن لمصر خلق بيئة ملائمة لازدهار الرعاية الطبية عن بُعد، الأمر الذى يؤدى إلى نظام صحى أكثر صحة ودقة، ومع تطور الأطر القانونية والتقدم التكنولوجى، تصبح الرعاية الطبية عن بُعد جزءاً أساسياً من تقديم الرعاية الصحية فى مصر، وفى النهاية، فإن العلاج عن بعد خطوة مهمة وضرورية نحو تحسين الرعاية الصحية. ورغم وجود بعض التحديات إلا أن فوائد العلاج عن بعد تفوق تلك التحديات بما يجعله خياراً واعداً لتحسين صحة ورفاهية المصريين.