الكوابيس رسالة من جسدك..علماء: جسمك يحذرك بهذه الطريقة

الكوابيس.. معظمنا مر بكابوس واحد على الأقل مثل كابوس مطاردة، أسقوط أسنان، أو ظهور عارٍ في مكان عام، لكن ما كان يبدو مجرد حلم مزعج قد يكون مؤشرًا حقيقيًا على مشكلة صحية أعمق. 

ووفقًا لخبراء النوم، فإن الكوابيس لا ترتبط فقط بمشاعر القلق أو الذكريات المزعجة، بل قد تكون علامة تحذيرية مبكرة لأمراض جسدية وعقلية خطيرة.

تُقدّر الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن نحو 4% من البالغين يعانون من "اضطراب الكوابيس"، وهي حالة تؤدي إلى تكرار الأحلام المرعبة بشكل يسبب القلق ويفسد جودة النوم، ما ينعكس سلبًا على نمط الحياة اليومي.

علامة على خطر صحي مبكر؟

دراسة حديثة عُرضت في مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب وجدت أن الكوابيس المتكررة قد تكون مؤشرًا أقوى على خطر الوفاة المبكرة — حتى أكثر من السمنة أو التدخين. الأشخاص الذين يعانون من كوابيس أسبوعية كانوا أكثر عرضة للوفاة بثلاثة أضعاف مقارنة بمن لا يعانون منها.

الأطباء يحذرون من أن تجاهل الكوابيس المتكررة قد يعني تجاهل إشارات مبكرة لأمراض مثل الخرف، الباركنسون، أو حتى أمراض المناعة الذاتية. وقد كشفت أبحاث جامعة كامبريدج عن أن بعض مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي أبلغوا عن كوابيس كثيفة قبل ظهور الأعراض الجسدية.

علاقة القلق بالكوابيس 

وتنشأ الكوابيس من خلل في تنظيم المشاعر خلال النوم، خاصة في مرحلة حركة العين السريعة (REM). 

وتُظهر الدراسات أن انخفاض نشاط الفص الجبهي خلال النوم يقلل من قدرة الدماغ على السيطرة على العواطف، مما يزيد من احتمالية الأحلام المفزعة. كما أن القلق، العصابية، وبعض العوامل الوراثية قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للكوابيس.

ويُعتقد أيضًا أن النظام الغذائي يلعب دورًا. دراسة كندية حديثة ربطت بين استهلاك منتجات الألبان وازدياد الكوابيس، ما قد يكون ناتجًا عن أعراض مثل الغازات أو الألم الليلي بسبب عدم تحمل اللاكتوز.

علاجات جديدة تقلب الموازين

رغم أن كثيرين لا يلجؤون إلى الطبيب بسبب الكوابيس، فإن الخبراء يوصون ببدء العلاج في حال تكرارها.

ويعد العلاج بالتخيل (IRT) حاليًا من أنجح الطرق، حيث يتعلّم المريض كيفية "إعادة كتابة" نهاية الكابوس إلى نهاية أكثر إيجابية. وقد وجدت دراسة شاملة نُشرت في 2023 أن هذا العلاج يقلل بشكل فعّال من تكرار الكوابيس وحدتها.

إلى جانب ذلك، بدأت تظهر تقنيات مبتكرة مثل جهاز "NightWare"، وهو ساعة ذكية تهتز بشكل دقيق عند الكشف عن كابوس، ما يساعد على خروجه دون إيقاظ المستخدم. وفي دراسات سريرية، ساهم هذا الجهاز في تحسين جودة النوم بشكل ملحوظ.

الكوابيس ليست عشوائية... راقبها

ويؤكد أطباء الأعصاب والباحثون أن الكوابيس المتكررة تستحق الانتباه الجاد، وقد تكون إحدى أولى العلامات على اضطرابات صحية كبيرة. 

كما أن علاجها مبكرًا لا يحسن النوم فحسب، بل قد يقلل من فرص الإصابة بأمراض مزمنة لاحقًا لذا، إذا كنت تعاني من كوابيس مزعجة بشكل متكرر، فربما يكون الوقت قد حان للتوقف عن تجاهلها، واستشارة طبيب مختص.