الرفق بالناس.. عبادة منسية تعود بأجر عظيم يوم القيامة
أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن قيمة الرفق بالناس ليست مجرد خُلق اجتماعي محمود، بل هي عبادة عظيمة يجزي الله بها عبده يوم القيامة.
ونشر المجمع عبر منصاته الرسمية قول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: «ما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة».
معنى الرفق وأهميته:
الرفق هو اللين والرحمة في التعامل مع الآخرين، وهو خُلق أوصى به النبي ﷺ في أحاديث كثيرة، أبرزها قوله: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» (رواه البخاري ومسلم).
ويُعدّ الرفق أساسًا في نشر روح الألفة بين الناس، ويؤدي إلى إصلاح العلاقات الاجتماعية، ويمنع كثيرًا من أسباب العنف والتفرقة.
ارتباط الرفق بالجزاء الأخروي:
أوضح علماء الأزهر أن قول عمر بن عبد العزيز يعكس قاعدة ربانية عظيمة: أن من عامل الناس بالرحمة واللين في الدنيا، عامله الله بلطفه ورحمته يوم القيامة. وهذا من الجزاء من جنس العمل، وهو مبدأ أصيل في الشريعة الإسلامية.
الرفق في حياة المسلم:
مجمع البحوث الإسلامية شدّد على أن الرفق لا يقتصر على جانب واحد من الحياة، بل يشمل:
الأسرة: في معاملة الزوج لزوجته والأبوين لأبنائهما.
المجتمع: في العلاقات بين الجيران، وزملاء العمل، وأبناء الوطن الواحد.
القيادة والإدارة: حيث يثمر الرفق عدلًا ورحمة، بينما يجرّد العنف النفوس من الطمأنينة.
التعامل مع المخالف: فالرحمة واللين مدخلان أساسيان لدعوة الناس للخير.
دروس للأمة:
يرى علماء الأزهر أن الأمة الإسلامية في أمسّ الحاجة اليوم لإحياء قيمة الرفق في تعاملاتها، سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، خاصة في ظل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
فبقدر ما يشيع الرفق بين الناس، تتحقق الطمأنينة، وتترسّخ معاني الرحمة التي جاء بها الإسلام.
الرسالة التي يوجّهها مجمع البحوث الإسلامية واضحة: الرفق ليس ضعفًا، بل قوة حقيقية تعكس كمال الإيمان ورقيّ الأخلاق. وهو خُلق إذا تمسّك به المسلم نال به رفعة في الدنيا ورحمة في الآخرة.