بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تامر حسين نائب رئيس مجلس إدارة شركة إيليت للاستشارات المالية:

70% من سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة تدار بالفكر العائلى

ﺗﺎﻣﺮ ﺣﺴﻴﻦ
ﺗﺎﻣﺮ ﺣﺴﻴﻦ

3 مستهدفات تعزز ريادة الشركة

 

اِمْضِ فى دربٍ لا يعرف السكون، فتِّش عن أدوار تتخطى حدود الممكن، تطلعات تحمل فى طياتها مجد الغد المشرق.. اغرس أفكارا كما يغرس الفاتح رايته فوق القمم، استخلص من وهج الابتكار سرّ التميز، لترتقى إلى مصاف العظماء الذين تصنع مسيرتهم علامات لا يبهت بريقها.. رحلتك ما هى إلا حكاية مكدسة بالأفكار الإيجابية التى تشعل فى داخلك الطموح، أدوار متتابعة تصيغ ملامح مسيرتك بثبات وإصرار.. وكذلك محدثى، القمة فى قاموسه ليست مجرد محطة، بل موطن للبقاء، حيث يخلّد اسما فى سجل الذين صنعوا المجد ولم يكتفوا بالعبور.
فى كل خطوة اِبْنِ صرحًا جديدًا، وكل تحدٍ تتجاوزه يضيف إلى قاموسك معنى أعمق للنجاح.. اجعل من خطواتك قيمة مضافة لا يخطئها النظر، فالحياة لا تخلّد إلا من ترك أثرًا يتجاوز ذاته.. اسْعَ نحو النجاح بقلب لا يعرف التردد.. وعلى هذا الحال كانت مسيرته منذ الصبا.
تامر حسين نائب رئيس مجلس إدارة شركة إيليت للاستشارات المالية.. إيمان عميق بداخله بأن الغد يحمل فى طياته فرصا أعظم.. غايته نموّ يثبت ولا يلمع، وقرار يُبنى على الدليل، لا يجعل الخوف من التجارب يقيد انطلاقته، فكل تجربة لديه جسر يقود إلى قمة جديدة.
على بُعد خطوات قليلة من قلب ميدان الأوبرا العريق بوسط القاهرة، ذاك الميدان الذى يحمل بين جنباته عبق التاريخ منذ عام 1869، يوم شيدت أول دار أوبرا فى الشرق الأوسط فى عهد الخديوى إسماعيل، يقف الزمن شاهدًا على مجد مضى، حيث يعلو تمثال إبراهيم باشا شامخا، تستقر على قاعدته نقوش تحاكى ملحمة بطولية للعسكرية المصرية، وكأنها صفحات صخرية تسرد حكايات المجد والانتصار.
فى الجهة المقابلة، يتربع مبنى معمارى فريد، صاغته يد الزمن ليجمع بين أصالة الطراز الكلاسيكى وروعة اللمسات الجمالية.. ما أن تصعد إلى الطابق السادس، حتى تجد نفسك أمام مساحة رحبة تطل على الواجهة الرئيسية، وكأنها نافذة تفتح على روح المكان ذاته.. عند المدخل، ديكورات بسيطة لا تفتقد الأناقة.. ممر ضيق يقود إلى حجرة يغلب على تصميمها صفاء البساطة وأناقة الجمال؛ جدرانها تتزين بتابلوهات تحكى بريشة فنان رحلة الشركة منذ خطواتها الأولى وحتى ارتقائها إلى مصاف القمم. على سطح المكتب تنتظم قصاصات ورقية كأنها شظايا حلم جمعت بعناية، تحوى بين سطورها تفاصيل عمل دؤوب وخطط محكمة ورؤية نافذة لرجل آمن بمشروعه.
أجندة موضوعة بعناية جانبًا، ليست مجرد أوراق، بل دفتر ذاكرة يروى فصول ملحمة طويلة خاضها الرجل ليصنع ذاته؛ محطات صعبة، تحديات متلاحقة، وعراقيل واجهها بثبات وصبر، حتى خطّ لنفسه سطورًا مضيئة فى سجل الكبار، ليصبح اسمه جزءًا من تاريخ، لا مجرد حكاية تُنسى.
حِكمةٌ فى قراءة المشهد، عقل يقِظٌ لا يهدأ، يفتّش دائمًا عن الأفضل للاقتصاد، يزن الخيارات بميزان دقيق، تفسير موضوعى للملفّات على اختلافها.. يقول «لم تكن السنوات القليلة الماضية سهلة على الاقتصاد الوطنى، فقد عصفت به أزمات قاسية، ومع مطلع عام 2024، ازداد المشهد ضبابية؛ إذ اشتدّت أزمة شح الدولار، وتفاقم ارتفاعه أمام العملة المحلية، إلى أن كان الإعلان عن مشروع رأس الحكمة بمثابة بارقة أمل، ونقطة تحول، غيّرت مسار الأحداث وفتحت نافذة واسعة على التعافى.. عادت ثقة المستثمرين الأجانب، وأرسلت المؤسسات العالمية إشارات اطمئنان إلى الداخل، فانتعشت الآمال بأن يكون مطلع عام 2025 بداية موسم حصاد الاقتصاد الوطنى، بعد رحلة طويلة».
وتابع أن «المتغيرات الإقليمية ألقت بظلالها الثقيلة، لتعود المنطقة إلى الاشتعال عند الحدود والمشهد الدولى، فينعكس أثرها السلبى على انطلاقة الاقتصاد، مع التحديات الداخلية التى عملت الحكومة على محاولة علاجها سواء أسعار الصرف أو التضخم، أو أسعار الفائدة، ونجحت الحكومة فى التعامل معها».
* إذن كيف ترى مستقبل معدلات أسعار الفائدة، معدلات التضخم، وأسعار الصرف؟
- بثقةٍ راسخة وبخبرة السنين يجيبنى قائلا إن «المتوقع لأسعار الفائدة أن تنخفض مع نهاية العام لتصل نسبة الخفض إلى نحو 6%، على أن يستمر هذا المسار ليقترب فى اجتماع أغسطس 2025 إلى مستوى 2%، أما معدلات التضخم، فرغم استمرارها عند مستوياتها الحالية، فإنها لا تعبّر بشكل كامل عن الواقع، إذ تتأثر بنتائج متفاوتة لاختلاف البيانات الصادرة من الجهات الحكومية. ومع ذلك، يُرجّح أن تتراجع هذه المعدلات تدريجيًا بنسبة تتراوح بين 1% و3% بحلول نهاية عام 2025.
ومع الزيادات المتوقعة فى أسعار المحروقات والطاقة وفقا لرؤيته فلن يكون أمام الدولة سوى إطلاق حزمة من الإجراءات الاجتماعية، هدفها امتصاص الضغوط التضخمية وحماية الفئات الأكثر تأثرًا، مع توقعاته باستقرار سعر الصرف.
السعى، من وجهة نظره، ليس مجرد حركة إلى الأمام، بل حافز يدفع الإنسان إلى تجاوز العثرات، من هذا المنطلق يبنى رؤيته لمستقبل الاقتصاد، رؤية يغلّفها قدر كبير من التفاؤل، غير أن هذا التفاؤل لا يمنعه من إبداء تحفظاته، فهو يؤمن أن أى نهضة اقتصادية حقيقية لا تكتمل إلا بقدر عالٍ من الشفافية والإفصاح حول توجهات الدولة فى إدارة الاقتصاد، وأن وضوح الرؤية فى أدوات التمويل للمشروعات الاستثمارية يمثل حجر الزاوية فى استعادة الثقة، كما يضع فى صدارة أولوياته المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واصفًا إياها بالمارد الكامن الذى ينتظر من يحرره، إذ يرى فيها طاقة هائلة قادرة على إعادة تشكيل خريطة الاقتصاد الوطنى إذا ما أُحسن دعمها.. مؤكّدًا أن المعركة الحقيقية تكمن فى زيادة فرص العمل والحد من معدلات البطالة.
تحمُّل المسؤولية علّمه كيف يحمل قيمة الكلمة، يتناول ملف السياسة النقدية بدقة وحرص شديد، يعتبر أن الاتجاه طوال السنوات الماضية نحو رفع أسعار الفائدة بسبب الحفاظ على تدفقات الأموال الساخنة، ومواجهة معدلات التضخم، وهو ما ساهم فى حالة تناغم بين السياسة النقدية، والمالية.
لا يزال الاقتراض الخارجى أشبه بــ«بعبع» يثير الجدل ويشعل النقاش بين المراقبين والخبراء، غير أنّ محدثى يذهب إلى أفقٍ آخر فى تحليله، إذ يرى أن تحويل المديونيات المستحقة على الدولة إلى استثمارات يمكن أن يكون نموذجًا ناجحًا، خاصة إذا أُحسن توظيفه فى دعم القطاعات الإنتاجية وخلق قيمة مضافة حقيقية.. خاصة أن القيمة العادلة للشركات التى جرى طرحها فى مثل هذه الصفقات، تفوق بكثير ما بيعت به.
• إذن.. كيف ترى المشهد فى ملف السياسة المالية بعد الإجراءات التيسيرية؟
- علامات الارتياح تسبق كلماته، ترتسم على ملامحه وكأنها انعكاس لإيمان داخلى فيما يقول إن «الاقتصاديات الكبرى فى العالم لا تنهض إلا على ركيزة أساسية هى الضرائب. وما اتُّخذ من إجراءات تحفيزية ومرونة فى السياسات الاقتصادية، يسهم بفاعلية فى تعزيز القيمة التنافسية وتجهيز بيئة أكثر جذبًا للاستثمارات، غير أن التحدى الأهم يبقى فى ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى المنظومة الرسمية، عبر سياسات متوازنة تقوم على التوعية، وتقديم الحوافز والدعم لهذا القطاع، حتى يصبح جزءًا فاعلًا فى مسيرة التنمية، بدلًا من أن يظل طاقة معطلة على هامش المشهد الاقتصادى».
رحلة طويلة من التجارب نسجت خيوط شخصيته، وصقلت خبراته حتى غدت أكثر رسوخا ووضوحًا، ويبدو ذلك جليًّا فى قراءته لملف الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث يضع الأمور فى نصابها الحقيقى، فيُميز بين الاستثمارات الأجنبية البحتة وتلك القادمة من دول الخليج. فبالعودة إلى الأرقام والبيانات، يتضح أن كثيرًا من هذه التدفقات الخليجية لا تعدو كونها عمليات مبادلة ديون، مما يجعلها استثمارات صورية تُضخم الصورة دون أن تعكس حقيقة المشهد، ومن هنا تتضح أهمية دور هيئة الاستثمار، التى لا يكفى أن تكتفى بالإعلان عن خريطة استثمارية، بل عليها أن تُعيد صياغتها كخريطة متكاملة تُعرض فى التوقيتات المناسبة، مصحوبة بجهود ترويجية وتسويقية قوية.. تساءل قائلا «كم عدد حملات الترويج التى أُطلقت؟ ولماذا لا يتم تكثيف هذه الجولات التسويقية على مستوى أوسع؟، فى الوقت الذى لا تدخر فيه البورصة والرقابة المالية جهدًا فى دعم الترويج وجذب الأنظار للسوق المصرية».
كل خطوة فى نظره ليست مجرد حركة إلى الأمام، بل بناء لصرح جديد.. هذه القناعة تتجلى بوضوح فى حديثه عن الأعباء الثقيلة التى يتحملها المستثمر المحلى؛ فهو الذى يتحمل التكلفة المباشرة لزيادات أسعار الطاقة والمحروقات، ويواصل رغم ذلك السعى والإصرار، كونه اللاعب الرئيسى فى معادلة النمو، والقادر على استقطاب الأموال الأجنبية، ومن هنا، يرى أن على الحكومة أن تمد له يد الدعم، باعتباره شريكًا استراتيجيًا، كل انطلاقة يحققها تصب فى مصلحة الاقتصاد الوطنى.
• ما تقييمك لبرنامج الطروحات الحكومية؟
- لحظات صمت تسود المكان، لم يقطع السكون سوى قوله إن «المستثمر الاستراتيجى حين يتقدم للاستحواذ على الشركات، فهو يمثل واحدًا من أفضل الأساليب وأكثرها سرعة فى توفير السيولة، سواء كانت بالدولار أو بالعملة المحلية. فوجوده لا يقتصر على ضخ الأموال فحسب، بل يضيف قيمة حقيقية تنعكس مباشرة على الأداء المالى للشركة، وتفتح أمامها آفاقًا جديدة للنمو».. مشيرا إلى أن الاكتتاب فى سوق الأسهم، ورغم ما قد يحمله من مزايا، فإنه يستغرق وقتًا طويلًا فى إتمام إجراءاته، وهو ما يفقده عنصر السرعة المطلوب.
كل تحدٍ هو جسر يعبر نحو مستقبل أفضل، إيمان يتجلى فى رؤيته بتطوير البورصة المصرية، عبر طرح شركات ذات قيمة مالية كبيرة بالدولار، مع العمل على تطوير أيضا سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث أن 70% من الشركات المقيدة لا يزال تدار بالفكر العائلى، وليس المؤسسى بهدف التوسع والانتشار، حيث إن هذا السوق فى حاجة إلى إعادة هيكلة، وإعادة تطوير، للفكر والإدارة، مع ضرورة تشديد الرقابة على هذه الشركات التى لو تحققت بالفعل ستشطب العديد منها.
محطات عديدة وقفت شاهدة على إصراره الذى لا يلين، وعزيمته التى لا تُهزم، ليسطر نجاحات متتالية، بعد مساهمته فى تأسيس كيانا من كبرى مؤسسات السوق فى الاستشارات المالية، حيث نجح مع مجلس إدارة الشركة فى تحقيق استراتيجية عام 2024 بنسبة 90%، بالدخول فى أنشطة جديدة، كدراسات جدوى فى صناعة الأدوية، وتأسيس واندماج شركات، وتقييم شركات رياضية، وكذلك إعادة هيكلة.
يسعى دائما لتقديم الحديث، والمبتكر، لذلك تجده حريصا مع مجلس الإدارة على مواصلة النجاحات عبر تحقيق مستهدفات تشكل 3 محاور، تتمثل فى السعى بالحصول على رخصة الترويج وتغطية الاكتتابات، وكذلك الاتجاه إلى زيادة رأس مال الشركة إلى 10 ملايين جنيه، والعمل على إصدار منتجات جديدة تتعلق بالاستدامة، وشهادات الكربون.
يفتش عن أدوار تتخطى حدود المألوف، وتطلعات ترسم أفقًا جديدًا، وهو ما يميزه بين أبناء جيله، حريص على حث أولاده على العمل والبحث المستمر عن أدوار.. لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة إلى الريادة.. فهل يستطيع ذلك؟