سرّ ساعة الجمعة الخفية.. نافذة السماء المفتوحة التي لا يعرفها كثيرون
في زحمة الأيام ومشاغل الحياة، يمرّ يوم الجمعة على كثير من الناس كأي يومٍ آخر، بينما هو في الحقيقة يوم استثنائي يحمل في طياته نفحات ربانية، ولحظة خفية تُسمّى ساعة الاستجابة، تلك التي إذا وافقها العبد بالدعاء رُفعت حاجته، وغُفر ذنبه، وقُضي أمره بإذن الله.
الجمعة.. يوم تجمّع المسلمين وروح الجماعة
منذ فجر الإسلام، ارتبط يوم الجمعة بالاجتماع: اجتماع المسلمين في المساجد، اجتماع القلوب في ذكر الله، واجتماع الدعاء في ساعةٍ لا يردّ الله فيها سائلاً. فهي ليست مجرد خطبة تُلقى أو صلاة تُؤدّى، بل هي ملتقى الأرواح وفرصة العمر للمؤمن.
أي ساعة هي؟ اختلاف العلماء واتساع الرحمة
اختلف العلماء حول توقيت ساعة الاستجابة: هل هي آخر ساعة قبل المغرب؟ أم بين جلوس الإمام على المنبر وانقضاء الصلاة؟ أم أنها ممتدة طوال اليوم كما شبّهها بعضهم بليلة القدر؟
الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أشار إلى أن الرأي الراجح أنها قد تمتد من مغرب الخميس حتى مغرب الجمعة، لتظل أبواب السماء مشرعة للدعاء ساعاتٍ طويلة.
كيف تقتنصها؟ خطة عملية من العلماء
من أروع ما نُقل في هذا الباب ما قاله أحد العلماء:
اجمع 24 شخصًا، وليدعُ كل واحدٍ في ساعة من ساعات الجمعة لنفسه وللآخرين، فيضمن الجميع أن تصادف دعوتهم ساعة الاستجابة، وكأن هذا الاقتراح يضع بين أيدينا خريطة جماعية للعبور إلى السماء.
الدعاء.. بين الفردية والجماعة
الأدعية المأثورة ليوم الجمعة كثيرة، منها:
"اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي."
"اللهم اكشف عني كل بلوى، واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات."
لكن الأجمل أن تُضيف إليها دعاءك الخاص بهمومك الشخصية، لأن ساعة الاستجابة ليست وقتًا للنسخ واللصق من الكتب فحسب، بل لحظة مصارحة بينك وبين الله.
ما الذي يميز الجمعة عن سائر الأيام؟
الجمعة هي اليوم الذي خُلق فيه آدم، وفيه تقوم الساعة، وفيه يجتمع المسلمون على كلمة سواء. فكيف لا يكون يومًا مميزًا في سجل القدر؟ وكيف لا يجعل الله فيه ساعة رحمة خاصة تُخفّف عن عباده؟
ساعة الاستجابة يوم الجمعة ليست لغزًا غامضًا بقدر ما هي دعوة مفتوحة من السماء: "أدعوني أستجب لكم". والسر الحقيقي ليس في معرفة توقيتها بالدقيقة، بل في أن يكون قلبك حاضرًا ولسانك ذاكرًا طوال اليوم، فحينها تصبح حياتك كلها ساعة استجابة.