الأبْهر

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

كان الطَّاوُوسُ يُرَاوِغُ أحْلامَ التغْييرِ بِأخْيِلةِ الأعْشَى
وتدُورُ المُومْياواتُ على جدْرانِ المَمْشَى
في اليومِ المَوْعودِ ..
صدِيقي اصْطَدمتْ بالسّماعة قبضتُه
لكنَّ المَعْدِن مِنْ ولَهٍ أوشَى
أعْلَنَ بينَ الخَيْطيْن دَعاوَى ..
كانتْ يومًا تتّهِمُ الليْلَ .. 
إذا قَرّر إنهَاءَعِلاقاتِ المنْشورِ بتحْريرِ الطّالعِ
عبْرَ مواقعِ إنْشَا ..
(تِلْكَ الأيّامُ نُدَاولُهَا)
عُقِدَتْ جلَساتٌ ..؛
حذَفَتْ أسْئلةَ البُحّاثِ عوامِلُها
شَقَّتْ أَمْعَاءَ الأرْضِ أَنَامِلُهَا
مَنْ يشْهدُ للتّاريخِ علاماتِ الموْضُوعِيَّة ،
أوْ ينزِفُ تبْريرًا لدواعي تقْصيري 
الزّخْرفُ يشغَلُهُ مجْدُ حصِيري! 
مَنْ يقرأُ في وادي العبْقرِ تدْويرًا قصَصيًّا
وعَرُوضًا يُشبهُ إعصَاري؟
لازلْتُ أُشاركُ توْريَةً ..
وأُراهنُ كُلَّ طَوّاويس التّرميزِ بهجْرةِ أنصارِي
لا زلْتُ أُكَلِّمُني في (بِيرُولِ) مَحطَّاتِ الرَّاتبِ 
والأسْرةُ عن بُعْدٍ ترْصُد
لا شيء يساوي 
(ما تزرغُ تحصُد)
دَعْكَ صديقي مِنْ (تيكْتُوكَر) 
وطواويسِ (البُوكَر)
ومنِ ابتاعَ الأعْضاء ..
معَ السُّوقةِ، دون تَسَوُّقْ
خذْ ماشئتَ على قَدَرٍ ..
بيْنَ قياسٍ وتَذَوُّق
دَعْك مِنَ التربيطِ معَ المُستوْدَعْ
شَرْيِنْ أوْردةَ الحرّية منفردًا..
للأشْعارِ ومَنْ أبْدع
للنَّقدِ مسافاتٌ ومحطّاتٌ ودرُوع
شتّان مع المستقبلِ ..
بين الشارع والمشروع
لازِلْتُ أُكلّمني
وضميرُكَ مشْكوكٌ في موْسَقَةِ الصُّورةِ 
وغياباتِ الجُبِّ الأشْهرْ
ارفَعْ بالنُّورِ علاماتِ الإنصافِ ..
ولا تنْهرْ
كُنْ درْعًا في قلْبِ صمامٍ
كُنْ أنتَ الشِّرْيان الأبْهر .