بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيف نحمي أنفسنا من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟.. عمرو الليثي يجيب

عمرو الليثي
عمرو الليثي

 أكد الإعلامي د. عمرو الليثي، أن قصة جيسيكا رادكليف وحوت الأوركا القاتل ليست مجرد مزحة أو حملة دعائية مبتكرة، بل هى جرس إنذار عالمى بأن الذكاء الاصطناعى اليوم قادر على إنتاج أخبار وهمية كاملة، مدعومة بصور وفيديوهات وشهادات مزيفة.

 

 وأضاف الليثي في تصريحات صحفية: "يمكن أن تؤثر على الرأى العام وتُغير سلوك الملايين فى غضون ساعات، وهنا الخطورة تكمن فى ثلاثة أبعاد هي: 

  • التأثير السريع والمباشر على المشاعر: الفيديو المزيف لا يترك مجالًا للتفكير النقدى، لأنه يخاطب العاطفة قبل العقل.

 

  • سهولة الإنتاج: ما كان يحتاج سابقًا إلى ستوديو سينمائى ميزانيته ملايين الدولارات، يمكن اليوم لشخص واحد إنتاجه من موبايله الشخصى أو جهاز الكمبيوتر الخاص به.

 

  • صعوبة التحقق الفورى: حتى الصحفيون المحترفون يمكن أن يقعوا فى الفخ إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى أدلة مادية أو شهود حقيقيين بسرعة.


 وتابع: "عندما تصبح الحقيقة ضحية فى عالم مغمور بالمحتوى، تصبح الحقيقة واحدة من أندر الموارد. إذا تكررت قصص مثل «جيسيكا والحوت» بكثرة، فإن الثقة فى الأخبار والصور والفيديوهات ستتآكل. سيصبح رد فعلنا التلقائى هو الشك حتى فى الأحداث الحقيقية، مما يخلق بيئة من اللايقين المزمن، والأخطر أن هذه التقنية يمكن أن تُستخدم فى سياقات سياسية أو أمنية: تصوير زعماء وهم يقولون تصريحات لم يقولوها، نشر مقاطع عن حوادث لم تقع لإثارة الذعر، تزييف أدلة قضائية قد تحدد مصير أشخاص.

 

وعن كيفية حماية أنفسنا.. قال: 

  • التدريب على التحقق الرقمى: يجب أن نتعلم جميعًا - من الأطفال إلى كبار السن - أساسيات التحقق من صحة الصور والفيديوهات مثل البحث العكسى عن الصور أو التدقيق فى تفاصيل الظلال والإضاءة.
  • الاعتماد على المصادر الموثوقة: ليس كل ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعى يساوى الحقيقة. المؤسسات الإعلامية ذات المصداقية لا تزال تلعب دورًا مهمًا فى التدقيق.
  • الضغط من أجل تنظيم تقنى: يجب أن تكون هناك قوانين تلزم مطورى تقنيات الذكاء الاصطناعى بوضع علامات مائية أو بيانات تعريفية تشير إلى أن المحتوى مولد آليًا.


 وتابع: "ربما لم توجد جيسيكا فى الحقيقة، ولم يسبح أى حوت بجانبها، لكن قصتها ستبقى حقيقية فى رمزيتها: لقد شاهدنا بأعيننا كيف يمكن لذكاء اصطناعى، دون طلقة واحدة أو جندى واحد، أن يخترق وعى الملايين ويصنع واقعًا بديلًا لعدة أيام.

 

 وذكر: "في الماضى، كانت الأكاذيب تحتاج إلى وقت طويل حتى تنتشر، أما اليوم فهى تنتشر أسرع من الضوء. وإذا لم نطور مناعتنا الرقمية سنجد أنفسنا نعيش فى عالم تختلط فيه الحقيقة بالوهم لدرجة أننا لن نعرف أين تنتهى القصة الحقيقية وأين يبدأ السيناريو المصنوع.


 واختتم حديثه قائلًا: "قصة «جيسيكا والحوت» لم تكن مجرد حادثة ترفيهية على الإنترنت، بل تجربة عالمية فى كيف يمكن للتقنية أن تخدعنا جميعًا- وتجعلنا نشعر ونغضب ونبكى من أجل حدث لم يوجد قط. وهنا تكمن أكبر قوة للذكاء الاصطناعى، ودليل خطره فى الوقت نفسه.