القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع يهدد الأمن الإقليمي

قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المفاوضات تعكس ما وصفه بمحاولة "التفاوض تحت النار والتهديد"، مشيرًا إلى أن هذا النهج يمثل ابتزازًا سياسيًا يهدف إلى الضغط على حركة حماس والوسطاء، وإرضاء اليمين المتطرف لضمان بقاء شركائه في الحكومة.
احتمال احتلال قطاع غزة ليس مجرد تكتيك تفاوضي
وأوضح "عوض" خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم، أن الحديث عن احتمال احتلال قطاع غزة ليس مجرد تكتيك تفاوضي، بل يكشف الأهداف الحقيقية للحرب الإسرائيلية، والمتمثلة – بحسب تعبيره – في "تفريغ القطاع من سكانه، وإعادة الاستثمار والاستيطان فيه، وفرض واقع تهجيري جديد على الفلسطينيين"، معتبرًا أن هذا الغموض الإسرائيلي "غموض مخيف"، خاصة مع استمرار تقدم قوات الاحتلال في أحياء مثل الزيتون وبيت حانون وتدميرها الممنهج للبنية التحتية.
وأضاف رئيس مركز القدس للدراسات أن نتنياهو لم يعد يخفي أطماعه، بل بات يتحدث علنًا عن فكرة "إسرائيل الكبرى"، وهو المشروع الذي يعود إلى بدايات الحركة الصهيونية في مؤتمر فرساي عام 1919، ويشمل – وفق الطرح التاريخي – أراضي من غزة وجنوب لبنان وصولًا إلى نهر الليطاني، وأجزاء من سيناء.
مخطط لاحتلال غزة
وحذّر عوض من أن أي مخطط لاحتلال غزة يدخل في إطار تنفيذ هذا المشروع، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الفلسطيني والعربي على حد سواء، لافتًا إلى أن مصر والسعودية والأردن وسائر دول المنطقة يجب أن تتعامل مع هذا السيناريو باعتباره تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا يمس استقرار المنطقة بأسرها.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبو سالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".