معرض السويس للكتاب.. ندوة للاحتفاء بالشاعر إبراهيم أبو سمرة

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، افتتح الدكتور خالد أبو الليل نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، واللواء أحمد علاء رئيس حي السويس، فعاليات الدورة الثالثة لمعرض السويس للكتاب، الذي تنظمه الهيئة، والمقام على ممشى أهل السويس في الفترة من 20 حتى 29 أغسطس الجاري، بمشاركة 34 ناشرًا من مختلف دور النشر المصرية.

حضر الافتتاح عدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، ومجموعة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث تجول الحضور داخل أجنحة المعرض وتفقدوا ما يقدمه من إصدارات متنوعة تشمل الأدب والرواية والفكر والفنون والعلوم، فضلًا عن كتب الأطفال والناشئة، مؤكدين أن المعرض يمثل متنفسًا ثقافيًا مهمًا لأبناء السويس، وفرصة للتواصل المباشر مع دور النشر والكتاب.
في البداية نقل الدكتور خالد أبو الليل، تحيات الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة إلى أهالي محافظة السويس، وكتابها ومثقفيها، كما نقل اعتذار الوزير عن الحضور نظرا لارتباط مسبق حال دون حضوره.
وقال الدكتور خالد أبو الليل، إن المعرض يأتي في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الهادفة إلى نشر المعرفة وإتاحة الكتاب في مختلف المحافظات، مؤكدًا أن اختيار ممشى أهل السويس مكانًا للمعرض يعكس الحرص على الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، مضيفا أن الهيئة تسعى إلى تقديم خدمة ثقافية متميزة لأبناء المحافظة، من خلال توفير أحدث الإصدارات بأسعار مناسبة.
وأضاف أبو الليل أن الدورة الحالية تشهد اهتمامًا خاصًا بكتب الأطفال والنشر الموجه للشباب، إلى جانب إقامة فعاليات فنية وثقافية يومية على هامش المعرض، موضحًا أن الكتاب سيظل هو حجر الأساس في بناء وعي الأجيال الجديدة ومواجهة التحديات الفكرية.
وأكد أن المشاركة الواسعة من الناشرين تعكس ثقة دور النشر في أهمية هذه التظاهرة الثقافية، وتبرز مكانة السويس كمدينة لها طابع خاص في الوجدان المصري.
كما شهد الافتتاح عرضًا فنيًا مميزًا لفرقة السمسمية، التي قدمت عددًا من الأغاني التراثية التي ارتبطت بتاريخ مدينة السويس ونضال أبنائها، ما أضفى على أجواء المعرض لمسة من البهجة والروح الوطنية.
ويستمر المعرض حتى 29 أغسطس الجاري، حيث يشهد تنظيم ندوات فكرية وأمسيات شعرية ولقاءات مع الأدباء، إلى جانب ورش فنية للأطفال، مما يجعله حدثًا ثقافيًا متكاملًا يعكس الدور التنويري للثقافة المصرية في نشر المعرفة وإثراء الوعي العام.
ندوة للاحتفاء بالشاعر إبراهيم أبو سمرة الفائز بجائزة الدولة في معرض السويس الثالث للكتاب
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض السويس الثالث للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة ضمن محور مبدعون وجوائز للاحتفاء بالشاعر إبراهيم أحمد أبو سمرة، بمناسبة فوزه بجائزة الدولة التشجيعية في شعر العامية لعام 2025 عن ديوانه بالتة شعر. أدار اللقاء الشاعر أحمد عايد، وشارك فيه الشاعران حاتم مرعي ومدحت منير.
قال الشاعر حاتم مرعي إن إبراهيم أبو سمرة في ديوانه بالتة شعر يقدّم نفسه كصوت شعري متفرّد في العامية المصرية، يمزج بين الروح الصوفية والوجع الوجودي والتفاصيل اليومية في نسيج واحد.
وأضاف: "قصائده تحمل عالماً شعريًا تتجاور فيه الطبلة والتنورة مع الغراب والبالتة وألوان الطيف، لغته إيحائية بعيدة عن المباشرة، تميل إلى التدفق الحر الذي يمزج السرد بالمونولوج والصورة التشكيلية، ليصنع نصوصًا ذات حضور بصري وموسيقي فريد. أبو سمرة شاعر يواجه زمنًا ماديًا خانقًا بوعي شعري حقيقي، ويؤسس لصوت لامع في العامية المعاصرة".
أما الشاعر مدحت منير فأكد أن المؤسسة الثقافية في الأعوام الأخيرة أولت اهتمامًا خاصًا بالمواهب الأدبية في الأقاليم، وكان من بينها أبو سمرة الذي استحق الجائزة عن جدارة.
وأوضح أن ديوانه يعكس خلفه شاعرًا لا يكتفي بالموهبة، بل يدافع عنها بالمعرفة والمتابعة.
وقال: "في بالتة شعر تتجلى لمحات صوفية خاصة، لكنها صوفية برؤية جديدة، ففي قصيدة المدد يقول: (شموع الخلق تحرقني بحجر النار وأنا من طين ومتحني بذكر الله)، وهي إشارة تتعدد تأويلاتها بين الهمّ الوجودي وقصة الخلق، كذلك في قصيدة علامات نلمح جدلية الحياة والموت: (صبار يا آخر سكتك، حزنك بيولد فرحتك من فرع موت)، هذه الرؤية تجعل من أبو سمرة شاعرًا مهمومًا بالأسئلة الكبرى، قادرًا على صياغتها بلغة العامية المصرية بروح مبدعة".
وخلال الأمسية، ألقى الشاعر إبراهيم أبو سمرة عددًا من قصائده، من بينها قصيدة صوت التي رسم فيها رحلة بحث عن المعنى بين اليأس والإيمان، التراث الشعبي والتجارب الإنسانية، مستحضرًا رموزًا شعرية ودينية وفنية من فؤاد حداد وصلاح جاهين إلى بيرم التونسي، في نص طويل يمزج البوح الذاتي بالحوار مع الزمن.
واختُتمت الندوة وسط تفاعل من جمهور المعرض، الذي احتفى بفوز شاعر من أبناء الأقاليم بجائزة الدولة التشجيعية، معتبرين ذلك إضافة مهمة لمسيرة شعر العامية المصرية.