بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تزامنًا مع زيارة الرئيس السيسي..

العلاقات المصرية السعودية.. تاريخ طويل من التنسيق والتعاون المشترك

الرئيس السيسي وولي
الرئيس السيسي وولي العهد السعودي

 يتوجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من شقيقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء.

 وتأـي زيارة الرئيس في إطار العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتجسيدًا لحرص القيادتين على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، إلى جانب التنسيق والتشاور المستمر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 ومن المقرر أن تتناول الزيارة سبل دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، كما سيبحث الزعيمان مستجدات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها تطورات الحرب في قطاع غزة، إلى جانب الملفات المتعلقة بلبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، فضلاً عن أمن البحر الأحمر.

العلاقات المصرية السعودية.. تاريخ حافل من التعاون المشترك

 لقُرابة الـ100 عام، يمتد عمر العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والسعودية، التي بدأت منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في عام 1936، التي شهدت تاريخًا طويلًا من الدعم في وقت الانتصار والانكسار، واتفاقًا في الرؤى في مختلف القضايا المتعلقة بالتنمية وتحقيق مصالح شعوب المنطقة العربية.

 وازدادت العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، حكومة وشعبًا، قوة ورسوخًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وترجمت في زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولي البلدين.

اتفاقيات مصرية سعودية خلال السنوات العشر الأخيرة:

 وشهدت الدولتان المصرية والسعودية توقيع اتفاقيات وقمم عدة، جاءت بالنفع على الدولتين ودول المنطقة، والتي باتت بمثابة نقاط مضيئة في تاريخ العلاقات، ليس من أجل خير الشعبين الشقيقين فحسب، وإنما من أجل شعوب المنطقة برمتها، وذلك بحكم دور البلدين في العالم العربي.

الاتفاقيات المُبرمة بين البلدين الشقيقين خلال السنوات العشر الأخيرة، ولعل أبرزها في أغسطس 2014، بانضمام مصر إلى اتفاقية الرياض العربية للتعاون الفضائي، وتلاها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي العدل في البلدين لتفعيل اتفاقية الرياض وذلك في مايو 2016.

 كما وقعت مصر والسعودية على إعلان القاهرة 2015، الذي تضمن الاتفاق على تطوير التعاون العسكري والتكامل الاقتصادي، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، فضلًا عن توقيع أكثر من 60 اتفاقية وبروتوكولًا ومذكرة تفاهم.

 وفي مارس 2018، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجامع الأزهر الشريف بعد تطويره، بمساهمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز.

 وترأست كلٌ من مصر والسعودية في نوفمبر 2022 النسخة الثانية من قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" على هامش قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ، حيث اتفقت القمة على تعزيز التزامات المناخ الإقليمية، والاتفاق على تطوير التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.

أبرز القمم المصرية السعودية:

 كما تبلورت العلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية على صعيد لقاءات القمة بين البلدين، وسعيهما الدؤوب لحل القضايا الإقليمية.

 في عام 2015، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي أول زيارة رسمية للرياض، وعقد مع العاهل السعودي جلسة مباحثات، تناولت سُبل حل الأزمة اليمنية وحفظ الأمن في منطقة حوض البحر الأحمر وسُبل التوصل إلى حل سياسي للأزمات في كل من سوريا وليبيا.

 وفي أبريل 2016، عقدت قمة مصرية - سعودية ذات بُعد اقتصادي، حيث وقع الملك سلمان بن عبدالعزيز 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين، من بينها إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء وصندوق استثمار بقيمة 60 مليار ريال، إلى جانب اتفاقيات في معالجة المياه وإقامة التجمعات السكنية بسيناء وأخرى في مجالات الإسكان والبترول وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادي.

 في 2017، عقدت قمتان، أولهما في مارس على هامش أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين بالأردن، لبحث سُبل تفعيل قرارات مؤتمر القمة، وبعد شهر عقدت القمة الثانية في أبريل، التي بحث فيها الرئيس السيسي مع الملك سلمان بن عبدالعزيز أزمة تمدد الإرهاب وسُبل مواجهته بعد ما شكله من تهديد لأمن واستقرار الأمة العربية والمجتمع الدولي، فضلًا عن التشاور في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

 وفي 2018، عقدت أكثر من قمة مصرية سعودية، أبرزها في مارس، التي عقدت في القاهرة، وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات حماية البيئة والاستثمار، وأخرى في نوفمبر في العاصمة المصرية أيضًا، وأسفرت عن اتفاق بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تعظيم التعاون والتنسيق بين البلدين كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي.

 وفي فبراير 2019، عقد الرئيس المصري والعاهل السعودي قمة ثنائية في شرم الشيخ، تناولت بحث فكرة إنشاء مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن.

 وفي مارس 2022، وخلال زيارته للرياض، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بكل من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان في قمة انتهت بالتأكيد على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي.

 وفي يونيو من العام ذاته، خلال زيارته لمصر، عقد الأمير محمد بن سلمان مباحثات مع الرئيس السيسي انتهت بالتأكيد على وحدة الموقف والمصير المشترك، فضلًا عن توقيع 14 اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال.

 وفي نوفمبر 2023، عقد الرئيس المصري وولي العهد السعودي قمة في الرياض حثت المجتمع الدولي على وقف التصعيد العسكري في قطاع غزة وحماية الفلسطينيين المدنيين، ورفض التهجير القسري وعدم تصفية القضية الفلسطينية.