بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

هذا الكائن

فى إسرائيل كائن لا مثيل له فى تطرفه اسمه إيتمار بن غفير، فهو لا يتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى محاطًا بمستوطنين أشد منه تطرفًا، ولا يكف عن السخرية من كل مَنْ هو عربى أو مسلم، ولا يطيق رؤية فلسطينى فى أى مكان. 

ورغم مظاهر الاستعراض التى يحيط نفسه بها، ورغم أنه يحب أن يظهر دائمًا على إأه الرجل القوى الذى يهدد الفلسطينيين ويطاردهم، إلا أنه فى الحقيقة ضعيف ومتهافت ويخاف من ظله كما نرى من خلال ما نتابعه. 

فهو على سبيل المثال يخشى رجلًا مات منذ ٩٠ سنة كاملة، ويرى شبحه فى كل مكان يذهب إليه، ومن شدة فزعه منه فإنه اقترح هدم مقبرته وتسويتها بالأرض!.. هذا الرجل اسمه عزالدين القسام الذى سقط برصاص الإنجليز عام ١٩٣٥ وهو يقاوم انتدابهم على فلسطين، ومن قبل كان قد قاوم الاحتلال الفرنسى فى أرض الشام. 

صحيح أن الكتائب الفلسطينية التى تحمل اسم القسام فى الأراضى المحتلة تثير رعب الإسرائيليين، ولكن الرعب بالنسبة لهذا الكائن الإسرائيلى لا يتوقف عند حدود الكتائب، وإنما يتجاوزها إلى القسام نفسه، ولهذا السبب راح يقترح إزالة قبره من فوق الأرض! 

لنا أن نتخيل كائنًا يصور نفسه على أنه جبار، ومخيف، وقوى، ولكنه فى المقابل ينام وهو يرتعب من رجل غادر الدنيا منذ ما يقرب من قرن كامل! 

ولا يتوقف رعبه عند حدود القسام، ولكنه يتجاوزه إلى حد أنه صار يخاف شبح رجل آخر اسمه مروان البرغوثى، الذى يقضى عقوبة السجن فى السجون الإسرائيلية منذ عام ٢٠٠٢، والذى صار شبحه هو الآخر يلاحق بن غفير فى اليقظة وفى المنام! 

لقد فوجئ العالم بالكائن الإسرائيلى إياه يقتحم زنزانة البرغوثى، ثم يهدده بحضور متطرفين آخرين كانوا يرافقونه فى عملية اقتحام الزنزانة. 

تحاول حكومة التطرف فى تل أبيب أن تصور نفسها على أنها ذات بأس فى مواجهة الفلسطينيين، ولكن بن غفير الذى هو واحد من أعضائها يكشفها ويعريها عن غير قصد، فيقضى أيامه بين الخوف من مناضل رحل من عشرات السنين، وبين الفزع من بطل فلسطينى قضى السنوات الطويلة فى زنزانته وحيدًا، لا لشيء، إلا لأنه لا يرضى باحتلال أرض بلاده، ويقاوم ذلك بكل ما يستطيع من قوة.