حملات توعوية بمناسبة وفاء النيل في ديرب نجم

في إطار الاحتفال بعيد وفاء النيل، شهد مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية انطلاق سلسلة من الحملات التوعوية والتثقيفية التي نظمتها شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالتعاون مع مديريات الصحة والتربية والتعليم والأوقاف، إلى جانب وحدة تكافؤ الفرص، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها، وحماية البيئة من الملوثات، والتأكيد على أن المياه هي شريان الحياة الذي يجب صونه للأجيال القادمة.

وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، على أن هذه الحملات تأتي في إطار استراتيجية الدولة الرامية إلى نشر الوعي الصحي والبيئي بين مختلف شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن تنظيم الندوات التثقيفية يعد خطوة مهمة لإكساب الأفراد المهارات الإيجابية التي تعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع، وتعزز من ثقافة السلوك الرشيد في التعامل مع الموارد الطبيعية.

 وشدد المحافظ على ضرورة تكثيف هذه الفعاليات في جميع المراكز والقرى لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، بما يساهم في خلق وعي جماعي بأهمية المياه في حياتنا اليومية، ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.

ومن جانبه، أوضح المهندس محمد عبد العزيز، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، أن الإدارة العامة للتوعية والمشاركة المجتمعية بالشركة قامت بالتنسيق مع مديريات الصحة والتربية والتعليم والأوقاف، ووحدة تكافؤ الفرص بمركز ديرب نجم، لتنفيذ عدد من الندوات واللقاءات التثقيفية بمقر الوحدة المحلية بقرية دبيج. 

وقد شملت الندوات الحديث عن أهمية الحفاظ على المياه كأحد أهم الموارد الطبيعية التي لا غنى عنها، وطرق ترشيد الاستهلاك المنزلي، إلى جانب التوعية بكيفية التخلص الآمن من مخلفات الصرف الصحي لتفادي الأضرار البيئية والصحية.

كما تضمنت اللقاءات توضيح مفهوم التغيرات المناخية وآليات التكيف معها، خاصة وأن مصر – كسائر دول العالم – تواجه تحديات متزايدة نتيجة التغيرات المناخية التي تؤثر على الأمن المائي والبيئي. 

وتم كذلك استعراض المشروعات القومية الجاري تنفيذها ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والتي تستهدف تطوير قرى الريف المصري ورفع كفاءة البنية التحتية بقطاعي مياه الشرب والصرف الصحي، بما يحقق حياة كريمة وآمنة للمواطنين.

وأضاف رئيس الشركة أن الحملات لم تقتصر على المحاضرات النظرية فحسب، بل شملت أيضاً استعراض الخدمات التي تقدمها الشركة للمواطنين، مثل خدمة الخط الساخن 125 لتلقي الشكاوى على مدار 24 ساعة، وتطبيق "قراءاتي" الذي يتيح للمستهلكين تسجيل القراءات الفعلية لعداداتهم بأنفسهم، بما يضمن دقة الفواتير والحد من الشكاوى. 

كما تم إجراء استطلاعات لآراء المواطنين والاستماع لمقترحاتهم، بهدف تعزيز قنوات التواصل بين الشركة والجمهور، وإشراك المجتمع المحلي في تحسين مستوى الخدمات المقدمة.

وأشار عبد العزيز إلى أنه تم توزيع مطبوعات ومطويات توعوية على المشاركين، تضمنت رسائل إرشادية مبسطة تشرح خطوات ترشيد استهلاك المياه في المنازل، وأهمية صيانة شبكات الصرف، ودور المواطن في الإبلاغ الفوري عن أي أعطال أو تسريبات حفاظاً على كل نقطة مياه. 

وأكد أن الشركة تسعى من خلال هذه الأنشطة إلى بناء علاقة ثقة مع المواطنين، تقوم على الشفافية والاستجابة السريعة لشكاواهم.

وتمثل هذه الجهود نموذجاً للتكامل بين أجهزة الدولة المختلفة، حيث لعبت مديرية الأوقاف دوراً في نشر الرسائل التوعوية عبر الخطب والدروس الدينية التي تحث على الحفاظ على الموارد باعتبارها أمانة من الله، بينما ساهمت مديرية التربية والتعليم في تنظيم لقاءات داخل المدارس لتعريف الطلاب بأهمية المياه وتشجيعهم على نقل هذه الثقافة إلى أسرهم ومجتمعهم، في حين ركزت مديرية الصحة على الجانب الوقائي المتعلق بسلامة البيئة والصحة العامة.

وبهذا الاحتفال بوفاء النيل، لم يقتصر الأمر على كونه مناسبة تاريخية، بل تحول إلى منصة لنشر الوعي وتعزيز قيم الانتماء والمسؤولية تجاه البيئة والمياه، ليؤكد أن حماية الموارد الطبيعية ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي مسؤولية مجتمعية يشارك فيها كل فرد.