بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مركب طبيعي موجود في مشروب ساخن يحمي من الزهايمر

الزهايمر
الزهايمر

 الزهايمر.. توصلت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة GeroScience إلى نتائج واعدة تشير إلى أن مركبين طبيعيين، أحدهما موجود في مشروب شائع يومي، قد يلعبان دورًا محوريًا في إبطاء أو حتى عكس التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض الزهايمر والشيخوخة. 

المركبان هما النيكوتيناميد، وهو أحد أشكال فيتامين B3، وجالات الإبيجالوكيتشين (EGCG)، أحد مضادات الأكسدة القوية الموجودة في الشاي الأخضر.

تحفيز طاقة الدماغ وإزالة البروتينات الضارة:

 أظهرت الدراسة أن استخدام هذه المركبات أسهم في استعادة جزيء GTP، وهو جزيء حيوي مسؤول عن توليد الطاقة في خلايا الدماغ، خصوصًا في منطقة الحُصين، المعروفة بدورها الحيوي في الذاكرة والتعلم. 

 ومع التقدم في العمر، تنخفض مستويات GTP، ما يؤدي إلى ضعف في عمليات التنظيف الخلوي، وتراكم البروتينات السامة مثل بيتا أميلويد، التي تُعد سمة بارزة في مرض الزهايمر.

 عند معالجة الخلايا العصبية للفئران المسنة بهذه المركبات لمدة 24 ساعة فقط، لاحظ الباحثون استعادة كاملة لمستويات GTP إلى مستويات مماثلة لما هو موجود في الخلايا الأصغر سنًا، إلى جانب تحسن واضح في التخلص من تجمعات البروتينات الضارة.

نهج غير دوائي واعد:

 قال الدكتور جريجوري بروير، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن استعادة طاقة الخلايا العصبية لا تعيد تنشيط عملية الالتهام الذاتي فقط، وهي عملية التنظيف الذاتية التي تزيل المكونات التالفة، بل تعزز أيضًا الأداء المعرفي. 

 وأضاف، أن “مركبات متوفرة كمكملات غذائية، مثل النيكوتيناميد وEGCG، قد تفتح الطريق لعلاج غير دوائي لتدهور الدماغ المرتبط بالعمر”.

القيود والحاجة لمزيد من الأبحاث:

 ورغم النتائج المبشرة، حذر الباحثون من أن النيكوتيناميد لا يكون بنفس الفعالية عند تناوله عن طريق الفم بسبب ضعف امتصاصه في مجرى الدم، وهو ما يسلط الضوء على أهمية تحديد أفضل طريقة لإيصال المركبات إلى الدماغ بشكل فعّال.

 كما شددت الدراسة على أهمية إجراء المزيد من التجارب السريرية لفهم مدى أمان وفعالية هذه المركبات لدى البشر، وتحديد الجرعات المثلى التي يمكن أن تُحدث فارقًا ملموسًا في الوقاية من الزهايمر أو تأخير ظهوره.

آفاق مستقبلية للعلاج الغذائي:

 تُعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو دمج التغذية الدقيقة والمكملات الطبيعية في استراتيجيات الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية. 

 وبينما لا تزال الحاجة قائمة للمزيد من التحقق العلمي، تفتح هذه الدراسة نافذة أمل جديدة في رحلة البحث عن علاج آمن ومستدام ضد الزهايمر، من خلال مكونات طبيعية مألوفة.