في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. الأوقاف: الإنسانية لا تتجزأ والحقوق لا تُجَزّأ

تحتفي وزارة الأوقاف باليوم العالمي للعمل من أجل الإنسانية، مؤكدة اعتزازها بالعاملين في ميادين الإغاثة والعمل الخيري داخل مصر وخارجها، لما يبذلونه من جهود وتضحيات في خدمة المحتاجين والتخفيف من معاناة المتضررين، دون تمييز أو تفرقة.
وتؤكد الوزارة أن العمل الإنساني يشكل ركيزة أساسية في الرسالة الدعوية والاجتماعية، باعتباره تجسيدًا لقيم الإسلام الداعية إلى الرحمة، والتكافل، وإغاثة الملهوف، فقد قال النبي محمد ﷺ: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".
وفي هذا المقام، تجد الوزارة أن أفدح المآسي وأجدرها بالعمل الإنساني الصادق هو ما تجسده الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة خصوصًا وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عمومًا، نتيجة ما يعانيه من عدوان متواصل وحصار خانق، ما يوجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية تكثيف الجهود الإغاثية، واتساق المعايير، وتوحيد الصفوف لنصرة هذا الشعب، والانتصاف لحقوقه العادلة، والعمل على رفع المعاناة عنه بكل الوسائل المشروعة.
إن الأوقاف إذ تحتفي بهذا اليوم فإنها تشدد كذلك على أهمية التعاون الإنساني الدولي، وضرورة تعزيز الشراكات المؤسسية بين الدول والمنظمات، وإيكال العمل الإنساني إلى الوكالات المتخصصة فيه بالتعاون مع كل المؤسسات المعنية، بما يحقق المبتغى من أعمال الإغاثة والعمل الإنساني، ويرسخ مبادئ العدل والسلام والتعايش، وينتشل الشعوب المنكوبة من آلامها؛ فالإنسانية لا تتجزأ، والحقوق لا تُجَزّأ.
اليوم العالمي للعمل الإنساني
في 19 آب/أغسطس، يُحتفى باليوم العالمي للعمل الإنساني، بوصفه مناسبة لإجلال الذين يندفعون إلى بؤر الأزمات لمد يد العون، وللتعبير عن التضامن مع الملايين الذين أنفسهم مهددة بالمخاطر.
وفي هذا العام، تتبدّى الرسالة بلا لبس: إن المنظومة الإنسانية بلغت أقصى حدود طاقتها ــ مثقلة بالأعباء، شحيحة الموارد، ومعرّضة لهجمات متزايدة.
وحيثما تتساقط القذائف أو تعصف الكوارث، يظل العاملون في المجال الإنساني خط الدفاع الأخير، يذودون عن البشر ويكفلون بقاءهم، غير هيّابين ما يحدق بهم من أخطار جسيمة. غير أنّ هؤلاء المستجيبين أضحوا، في كثير من الأحيان، أهدافا مباشرة للهجوم.
ففي عام 2024 وحده، أزهقت أرواح أكثر من 380 عاملا إنسانيا ــ بعضهم أثناء أداء الواجب، وآخرون في منازلهم. وأصيب مئات غيرهم أو اختُطفوا أو احتُجزوا. وللخشية كل مبرر أن يكون عام 2025 أشد نكبة.
وكثيرا ما يغضّ العالم بصره عن هذه الانتهاكات، حتى وهي تمثل خرقا صارخا للقانون الدولي. فالقواعد التي وُضعت لصون العاملين في الإغاثة تُهمل، والجناة يفلتون من العقاب. وإن هذا الصمت، وهذا الغياب للمساءلة، أمر لا يمكن أن يُسمح باستمراره.
فالمنظومة اليوم تتداعى ــ لا في حق العاملين الإنسانيين وحدهم، بل وفي حق من يخدمونهم أيضا. لقد تجاوزنا مفترق الطرق، وبتنا على الحافة. الاحتياجات تتصاعد، والتمويل يتضاءل، والاعتداءات على عمال الإغاثة تحطم الأرقام القياسية.