محمود سليمان.. قصة كفاح صنعت طبيب قلوب وإنسان

وراء كل نجاح وتميز قصة كفاح تُلهم الأجيال، من بينها قصة الدكتور محمود سليمان استشاري أمراض القلب والقسطرة الحاصل على زمالة الجمعية الأمريكية، الذي بدأ مسيرته من ورشة أبيه البسيطة إلى كبرى المستشفيات العالمية، ليقدم نموذجًا فريدًا لـ "الطبيب الإنسان" الذي جمع بين الخبرة العلمية والإنسانية.
ورث الطبيب محمود سليمان عن أبيه وبعمله معه في الورشة الخاصة به وهو في الثامنة من عمره مفهوم "الدقة والمثابرة" لتصبحا صفتان أصبحتا أساسيتين في عمله كطبيب قسطرة.
الحلم.. إرادة تصنع المستقبل
حلم بالطب وهو يعمل في الورشة أثناء المرحلة الثانوية، فاجتهد ودرس ليلًا ليحقق حلمه بدخول كلية الطب بجامعة عين شمس، ليثبت أن الإصرار على التعلُّم في بيئة جيدة ليس حكرًا على أحد، وأن الإرادة وحدها هي من تصنع المستقبل.
في كلية الطب، جمع بين العمل في صيدلية بشبرا الخيمة والدراسة، الأمر الذي أسهم في إكسابه خبرة التواصل مع المرضى وفهم احتياجاتهم مبكرًا، وأثناء دراسته عمل في شركة أبحاث طبية، حيث جاب قرى الدلتا لجمع البيانات، مما عمَّق فهمه لـ أمراض القلب الشائعة في المجتمع المصري، وفي الامتياز، تحول إلى مندوب أدوية، واكتسب مهارات التعامل مع مختلف الشخصيات، وهو ما يظهر اليوم في تعامله مع زملائه ومرضاه.
تميز بـ "بساطته وخبرته" إلى جانب كونه خبيرًا علميًا يواكب أحدث التقنيات، لأن تجاربه علمته أن العلم لا يتوقف عند شهادة، واليوم، يُكرس الدكتور سليمان جزءًا من وقته لتوجيه الأطباء المبتدئين، قائلًا: "لو عاد بي الزمن، لما استبدلت أي تجربة من ماضي، فهي التي جعلتني أؤمن أن الطبيب الناجح ليس فقط من يحفظ الكتب، بل من عاش الحياة."
إلى جانب ذلك، كانت دعوات الأم التي آمنت بموهبة وفطنة ابنها هي الوقود الذي أضاء له طريق النجاح، والسياج الذي يستند إليه ويحميه من عثرات الحياة، والسند والعون في كل خطوة، والسر وراء كل إنجاز عظيم.

مؤهلاته العلمية
تخرج الدكتور محمود سليمان في كلية الطب – جامعة عين شمس (دفعة 2003)، ثم حصل على ماجستير أمراض القلب عام 2009، ليُتم مسيرته الأكاديمية بمناقشة رسالة الدكتوراه في أمراض القلب عام 2017، قبل أن ينال زمالة الجمعية الأمريكية للقسطرة، التي تُعد واحدة من أرفع الشهادات الدولية في التخصص.
يتمتع الدكتور سليمان بخبرة كبيرة في تشخيص وعلاج أمراض القلب والشرايين التاجية، مع تركيز خاص على إجراء القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية وتركيب الدعامات، والتعامل مع الحالات الحرجة باستخدام القسطرة ومنظمات القلب المؤقتة والدائمة، ومتابعة مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري وتأثيراتهما على صحة القلب.
هذه الخبرات الكبيرة وضعته في مكانة علمية دولية كبيرة، إذ يشغل عضوية جمعية القلب المصرية، وعضوي الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESC)، وزميل جمعية القسطرة الأمريكية (SCAI).
إلى جانب ممارساته السريرية، يشارك الدكتور سليمان في أبحاث علمية منشورة في مجلات محلية ودولية، وإلقاء محاضرات في مؤتمرات القلب المصرية والأوروبية، وتقديم محتوى توعوي مبسط عبر المنصات الإعلامية لنشر الوعي بأمراض القلب والوقاية منها، من بينها كان: مؤتمر حالات القسطرة الحرجة والشرايين مزمنة الانغلاق CTO قدم خلالها إحدى الحالات التي ساهم في علاجها بالتعاون مع دكتور جالاسي، كما شارك في المؤتمر الأفريقي الدولي الرابع تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي متحدثا عن الجديد فى علاج ارتفاع ضغط الدم ومدى الاحتياج إلى وجود إرشادات تخص إفريقيا، نظرا لاختلاف تأثيرات الأدوية عن الأوروبيين.
شهادات تقدير من المرضى

في تجربة إنسانية تعكس جودة الرعاية التي يقدمها، عبّر السفير الدكتور مزهر نعمان الدوري، السفير السابق بوزارة الخارجية العراقية، عن امتنانه للدكتور محمود سليمان وفريقه الطبي بعد إجراء عملية قسطرة ناجحة له في مستشفى فلسطين بالقاهرة بتاريخ 14 أبريل 2025.
وأكد السفير الدوري أن العملية تمت بدقة متناهية، مع التشخيص الصحيح والعلاج الفعّال، مما مكّنه من مغادرة المستشفى بعد أربع ساعات فقط. وقال في كلماته:
"لقد انتزعتم مني كل الاحترام بجدارة ودبلوماسية عالية، فهي تعبير عن كرم أصيل وسيرة طيبة. وفقكم الله وبارك فيكم وأنتم توظفون خبرتكم الطبية في خدمة الناس."
رعاية طبية تجمع بين العلم والإنسانية
تُظهر هذه الشهادة أن تميز الدكتور سليمان لا يقتصر على كفاءته التقنية فحسب، بل يمتد إلى الأخلاق الطبية الرفيعة والاهتمام الإنساني، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في المجال الطبي.
