بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

نوجيهات الرئيس السيسي تفتح الطريق لعودة كيانات الدراما

بوابة الوفد الإلكترونية

ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد، ﺷﻜّﻠﺖ ﺷﺮﻛﺎت اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻰ ﻣﺼﺮ - وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ ﻗﻄﺎع اﻹﻧــﺘــﺎج ﺑﺎﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن والمرﺋﻴﺎت«، ﻟﻠﺼﻮﺗﻴﺎت اﻟﻘﺎﻫﺮة »ﺻﻮت وﺷﺮﻛﺔ المصري وﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ— ﺣﺠﺮ اﻷﺳﺎس ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وأﺣﺪ أﻫﻢ رواﻓﺪ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ المصري واﻟﻌﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء.

ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ﺗﻘﺪم أﻋﻤﺎﻻ ً تجمع ﺑين الجودة اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، وﺗﺘﻨﻮع ﺑين اﻟﺪراﻣﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﺨﻠّﺪت ﻓﻰ وﺟﺪان الجمهور أﻋﻤﺎﻻ ً ﻣﺜﻞ »ﻣﺤﻤﺪ رﺳﻮل اﷲ«، و»اﻹﻣـــﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻰ«، و»ﻻ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ«، و»ﺑﻮاﺑﺔ الحلواني«، و»ﻋﺎﺋﻠﺔ الحاج ﻣﺘﻮﻟﻰ«، و»أراﺑﻴﺴﻚ«، و»ﻟــﻴــﺎﻟــﻰ الحلمية« و»رأﻓــــﺖ اﻟــﻬــﺠــﺎن« و»اﻟﺸﻬﺪ واﻟــﺪﻣــﻮع« و»المــﺎل واﻟﺒﻨﻮن« و»أم ﻛﻠﺜﻮم«، و»ذﺋــﺎب الجبل« و »ﻟﻦ أﻋﻴﺶ ﻓﻰ ﺟﻠﺒﺎب أﺑﻰ« و»أﻣﺎم اﻟﺪﻋﺎة« و»ﻣﺎزال اﻟﻨﻴﻞ ﻳﺠﺮى« وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ المسلسلات اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻌﺮض ﻓﻰ أوﻗﺎت اﻟﺬروة وﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺸﺎرع ﻓﻰ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟت.


اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ تحقق إﻳﺮادات ﻛﺒﻴﺮة، ﺣﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت المنتج اﻟﺮاﺣﻞ ممدوح اﻟﻠﻴﺜﻰ أن ﻣﺴﻠﺴﻞ »أم كلثوم« اﻟﺬى أﻧﺘﺞ ﻋﺎم 2000، ﺗﻜﻠﻔﺖ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ 2 ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ، وﺣﻘﻖ أرﺑﺎﺣًﺎ ﻓﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺑﻠﻐﺖ 55 ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ، وﻫﺬا ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع اﻟﺪراﻣﻰ الحقيقي ﻳﺮﺑﺢ داﺋﻤًﺎ.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﺠﺮد إﻧﺘﺎج لمﺴﻠﺴﻼت، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﺸﺮوﻋًﺎ وﻃﻨﻴًﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ً ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻮﻋﻰ، ﻋﺒﺮ ﻧﺼﻮص ﻗﻮﻳﺔ، وإﺧﺮاج ﻣﺒﺪع، وأداء تمثيلي رﻓﻴﻊ المستوى، ﻳﻀﻊ اﻟﺪراﻣﺎ المصرية ﻓﻰ ﺻﺪارة المشهد اﻟﻌﺮﺑﻰ.

وﻛﺎن ﻟﻬﺬه المؤسسات دور ﻓــﻰ اﻛﺘﺸﺎف ودﻋــﻢ أﺟــﻴــﺎل ﻣــﻦ المخرجين  واﻟﻜﺘﺎب والممثلين اﻟﺬﻳﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ نجوما ﻛﺒﺎرًا، ﻏﻴﺮ أن اﻟــﺼــﻮرة ﺑــﺪأت ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻌﻘﺪ الماضي.

ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻫـــﺬه الجــﻬــﺎت ﺗﻨﺘﺞ ﻋﺸﺮات اﻷﻋﻤﺎل ﺳﻨﻮﻳًﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم2015 — إذ ﺗﺸﻴﺮ اﻹﺣــﺼــﺎءات إﻟﻰ أن ﺷﺮﻛﺎت اﻟﺪوﻟﺔ، بما ﻓﻴﻬﺎ »ﺻﻮت اﻟﻘﺎﻫﺮة« وﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﻧﺘﺎج وﻗﻄﺎع اﻹﻧﺘﺎج، ﻗﺪﻣﺖ ﻧﺤﻮ 130 ﻣﺴﻠﺴﻼ ً ﺑين 2008 و2015 - ﺷﻬﺪت اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺮاﺟﻌًﺎ ﺣﺎدًا ﻓﻰ ﺣﻀﻮرﻫﺎ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻰ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﻴﺎء ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴﺪ اﻟﻮاﺣﺪة ﺧﻼل ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات.

ﻫﺬا اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻟﻪ أﺳﺒﺎب ﻣﺘﻌﺪدة، ﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻷزﻣــﺔ المالية الخانقة اﻟﺘﻰ ﺗﻮاﺟﻪ المؤسسات الحكومية، ﺣﻴﺚ تراﻛﻤﺖ اﻟﺪﻳﻮن وﺗﻮﻗﻔﺖ ﺧﻄﻂ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻰ، ﻓﻰ وﻗﺖ ارﺗﻔﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻹﻧﺘﺎج ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.

ﻛﻤﺎ واﺟﻬﺖ ﻫﺬه اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻰ ﺗﺴﻮﻳﻖ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ إﺣﺠﺎم ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺷﺮاء
اﻹﻧﺘﺎج الحكومي.

وﺟــــــــــﺪ اﻹﻧـــــــﺘـــــــﺎج الحــــﻜــــﻮﻣــــﻰ ﻧــﻔــﺴــﻪ بميزانيات ﻣــﺤــﺎﺻــﺮًا ﻣـــﺤـــﺪودة وإﺟـــــﺮاءات ﺑــﻴــﺮوﻗــﺮاﻃــﻴــﺔ، ﻓﻀﻼ رﻗﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻋﻦ تحد ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻄﺮح، وتجعل المنتج اﻟﻨﻬﺎﺋﻰ أﻛﺜﺮ تحفظا، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗــﺪ ﻳــﺤــﺪ ﻣــﻦ ﻗــﺪرﺗــﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻷﻋﻤﺎل ا لجرئية والمتنوعة اﻟﺘﻰ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻘﻄﺎع الخاص.

ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻰ اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺑﺪﻋﻢ اﻹﻋﻼم الحــﻜــﻮﻣــﻰ، ودﻋـــﻢ ﻣﺎﺳﺒﻴﺮو ﺑﺸﻜﻞ ﺧـــﺎص، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ أﺣﻤﺪ المسلماني، رﺋﻴﺲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟإﻋﻼم، اﺳﺘﻐﻼل ﻫﺬه اﻟﺪﻓﻌﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻮدة اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻰ ﺻﻨﻌﺖ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻰ ﻟﻠﺪراﻣﺎ المصرية واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻟﻴﺲ ﻓﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ أﺣﺪ تجميد ﻫﺬه اﻟﻜﻴﺎﻧﺎت التي أﺳــﻬــﻤــﺖ ﻓـــﻰ اﻛــﺘــﺸــﺎف ﻋــﺸــﺮات المــﺒــﺪﻋــين ﻓﻰ ﻛﻞ المجالات اﻟﺪراﻣﻴﺔ.

ﻏـــــــﻴـــــــﺎب »ﺻــــــــﻮت اﻟﻘﺎﻫﺮة« وﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﻧﺘﺎج وﻗﻄﺎع اﻹﻧﺘﺎج ﺑﺎﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن المــﺼــﺮى ﻋــﻦ اﻟــﺴــﺎﺣــﺔ ﻻ يمثل ﻣﺠﺮد ﻧﻘﺺ ﻓﻰ ﻋﺪد المــﺴــﻠــﺴــﻼت، ﺑــﻞ ﻫــﻮ ﻓﻘﺪان لجــﺰء ﻣﻬﻢ ﻣــﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ المصرية اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه الجهات تحاﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

ﻓﻬﺬه المؤسسات  ﻟــﻢ ﺗﻜﻦ ﺗُﻨﺘﺞ ﻣــﻦ أﺟــﻞ المنافسة اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﺣﺪﻫﺎ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ وﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ، ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻌﻤﻖ، وﺗﻘﺪيم نمﺎذج راﻗﻴﺔ ﻓﻰ اﻷداء والحبكة، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ﻣﺮﺟﻌًﺎ ﻓﻨﻴًﺎ وﻣﻌﻴﺎرﻳًﺎ لجودة اﻟﺪراﻣﺎ.

اﻟــــﻴــــﻮم، وﻣــــﻊ اﻟـــﺘـــﺤـــﻮﻻت اﻟــﺘــﻰ ﻳــﺸــﻬــﺪﻫــﺎ ﺳـــﻮق اﻟــــﺪراﻣــــﺎ، ﻳﻈﻞ اﻟﺴﺆال ﻣﻄﺮوﺣًﺎ: ﻫﻞ يمﻜﻦ ﻟﻬﺬه المــﺆﺳــﺴــﺎت أن ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ إذا ﻣﺎ أُﻋﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ، ودُﻋﻤﺖ ﺑﺨﻄﻂ تمويل وﺗــﻄوير واﺿـــﺤـــﺔ، وﺷـــﺮاﻛـــﺎت ذﻛﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺎع الخــﺎص؟ أم أن زﻣــﻨــﻬــﺎ اﻟــﺬﻫــﺒــﻰ أﺻــﺒــﺢ ﺻﻔﺤﺔ
ﻣــﻦ المــﺎﺿــﻰ تحفظها أرﺷﻴﻔﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن وﺗﺒﺜﻬﺎ ﻗﻨﻮات اﻟﺘﺮاث ﺑــين ﺣــين وآﺧـــﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺴﺎرع ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺪراﻣﺎ ﻧﺤﻮ أﻓﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ اﻋــﺘــﺒــﺎرات اﻟﺴﻮق أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ؟