بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

البحوث الإسلامية ينظِّم احتفاليَّة كبرى لتكريم الفائزين في مسابقة "ثقافة بلادي"

بوابة الوفد الإلكترونية

شَهِدَ مركز الأزهر للمؤتمرات، ظهر اليوم، احتفاليَّةً كبرى لتكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي) في موسمها الثاني، التي عقدها مجمع البحوث الإسلاميَّة بالتعاون مع وزارات: (الثقافة، والسياحة والآثار، والشباب والرياضة).

جاء ذلك برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام للمجمع، ومتابعة تنفيذيَّة للدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، وذلك بحضور قيادات الأزهر، ووزير الثقافة، وعدد مِنَ السفراء، والشخصيَّات الأكاديميَّة والثقافيَّة والإعلاميَّة.

وفي كلمته، قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: إنَّ الأمَّة تمرُّ بمرحلة دقيقة من تاريخها؛ إذْ تتعرَّض لمحاولات متكرِّرة لطمس الهُويَّة وسَلْب الأرض والمقدَّرات، لافتًا إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة من جرائمَ وحشيَّةٍ تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري، وسط صمت دولي وأممي مخجل، مشددًا على دعم الأزهر الكامل لجهود مصر في وقف العدوان، ورَفْض كل محاولات التهجير التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيَّة.

وأضاف الدكتور الضويني أنَّ احتفال تكريم الفائزين في مسابقة (ثقافة بلادي) هو رسالة حضاريَّة في وقتٍ نحن فيه أحوج ما نكون إلى استدعاء قِيَمنا الأصيلة في مواجهة حملات التشويه التي تستهدف مصر ومؤسَّساتها، موضِّحًا أنَّ المسابقة أتاحت للطلَّاب الوافدين أن يقدِّموا صورة حقيقيَّة عن مصر بما لمسوه من أمن واستقرار، وحضارة وثقافة، وعِلم وفنون.

وتابع وكيل الأزهر أنَّ تثقيف الطلَّاب الوافدين بالثقافة المصرية هو خطُّ الدفاع الأقوى ضد محاولات الطَّمس والتزييف، وهو استثمارٌ واعٍ في صورة مصر العالميَّة؛ إذْ يتحوَّل هؤلاء الطلاب بعد عودتهم إلى سفراء حقيقيين  للأزهر الشريف، مؤكِّدًا أنَّ نَشْر الثقافة المصريَّة يعزِّز الحوار والتعارف الثقافي، ويؤسِّس لوعي إنساني مشترك، دون ذوبان في الآخر أو فقدان للهُويَّة، مشدِّدًا على أنَّ الأزهر -بحضارته العريقة- كان ولا يزال حامل هُويَّة مصر وصوتها الصادق أمام العالَم.

من جانبه، بيَّن الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ الثقافة هي روح حياة الأمم، وحِصنها أمام التحديات الفِكريَّة والغزو الثقافي، مشيرًا إلى أنَّ مسابقة (ثقافة بلادي) تمثِّل نافذةً متجدِّدةً تربط الأجيال بجذورهم الراسخة، وتحفظ الماضي، وتبني الحاضر، وتفتح أبواب المستقبل، وأنَّ هذه الثقافة الأصيلة علَّمتنا الصبرَ في الشدائد، والعزيمةَ في مواجهة التحديات، والإبداعَ في البناء.

وأردف الدكتور الجندي أنَّ الثقافة المصريَّة -بما تحمله من دِين معتدل، وعِلم نافع، وفنون راقية، وتجرِبة إنسانيَّة واسعة- كوَّنت شخصيَّةً متزنةً منفتحةً على العالَم، صامدةً أمام التحديات، وقادرةً على التواصل الإيجابي مع الآخر دون تفريط في الهُويَّة، لافتًا إلى أنَّ هذه الثقافة تشكِّل جدارَ حمايةٍ مِنَ الطروحات الفِكريَّة المنحرفة التي تستهدف العقول، وتوفِّر للشباب درعًا منيعةً تحميهم من الذوبان في ثقافات مستورَدة لا تحمل أصالةً ولا عُمقًا.

وتوجَّه بخطاب مباشر إلى الشباب قائلًا: أنتم صُنَّاع المستقبل وحَمَلَة الرسالة، تواجهون تحدياتٍ غير مسبوقة في العصر الرَّقْمي، بما يحمله مِنْ سباق محموم على الفرص، وضغوط معرفيَّة وسلوكيَّة هائلة؛ لذلك عليكم أن تتسلَّحوا بثقافة راسخة ووعي ناضج يحفظ هُويَّتكم، ويمنحكم القدرة على البناء، مشدِّدًا على أنَّ الأزهر الشريف كان -ولا يزال- منارةً للعِلم والحضارة، وحاضنةً لتلاقي الثقافات منذ أكثر مِنْ ألف عام؛ إذْ تخرَّج فيه طلَّاب مِنَ الشَّرق والغرب، فصاروا سفراء للحوار والتعايش، ورُسُلًا للتسامح، وحَمَلةً لفِكر الوسطيَّة في العالَم كلِّه.

بدَورها، قالت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة لشئون الواعظات: إنَّ مسابقة (ثقافة بلادي) في موسمها الثاني لم تكُن مجرَّد منافسة بين طلَّاب الأزهر وزملائهم من مصر والوافدين من أكثر من ستين دولة؛ بل مثَّلت جسورًا مِنَ المحبَّة والتواصل امتدَّت بين القلوب قبل أن تمتدَّ بين البلدان.

وأضافت الدكتورة شاهين أنَّ الثقافة روح حيَّة تزدهر بالتكامل وتبادُل الخبرات والثقافات، وتتجلَّى في اللقاء المباشر بين المتسابقين، مشيرةً إلى أنَّ المسابقة هدفت إلى تعريف الطلَّاب الوافدين ثقافةَ المجتمع المصري وقِيَمَه وتقاليدَه، وتمكينهم مِنَ اللُّغة العربيَّة، إلى جانب تنمية روح التعاون بينهم وبين زملائهم المصريين، وأنَّ محاور المسابقة شملت الجوانب: (المعرفيَّة، والمهاريَّة، والعِلميَّة، والثقافيَّة، والسياحيَّة، والتكنولوجيَّة، والوجدانيَّة)، فضلًا عن محورَي: (النَّشر، والمقابلات).

وأوضحت أنَّ الطلَّاب المشاركين تعرَّفوا -من خلال هذه المسابقة- حضارةَ مصر العريقة وجمالَها، واكتسبوا خبراتٍ جديدةً، كما عزَّزت لديهم قِيَم التنوُّع الإنساني، وأسهمت في غَرْس روح التعاون والتعارف بين مختلِف الجنسيَّات، لافتةً  إلى أنَّ تكريم الفائزين هو في جوهره تكريمٌ لقيمة الجِدِّ والاجتهاد وروح العزيمة والإصرار.

وفي ختام الحفل، كرَّم قيادات الأزهر الشريف ووزير الثقافة الطلَّابَ الفائزين في المسابقة، في رسالة تقدير لإبداعات الشباب ودَورهم في بناء المستقبل.