بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ظاهرة الجحود والنكران


تفشت فى مجتمعنا ظاهرة الجحود والنكران بشكل متزايد فى السنوات الأخيرة، فيما تراجعت قيم الوفاء والإخلاص والحب المجرد من المصالح وإعطاء كل ذى حق حقه ووضع الأمور فى موازينها الصحيحة وأن يعرف كل شخص حجمه الحقيقى وقيمته فى المجتمع  وعدم قلب الحقائق والموازين، ولا ندرى هل تزايد مثل هذه الظواهر مرتبط بتطورات الحياة والظروف المحيطة بالإنسان أم ماذا حدث فى أخلاقيات وقيم المجتمع؟
وبطبيعة الحال لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده. ومعنى ذلك أن هذا الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه، كما أنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج إليه. 
وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر "
أما أن تحسن إلى أحد فلا تجد إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ لأن النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوى الفضل بالفضل.
وكل الأحاديث النبوية تؤكد على رفض الجحود واعتباره ظاهرة مقيتة وبغيضة وهناك حديث واضح وجلى ومفسر يقول " من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب".
وهكذا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الإقرار بالجميل وشكر من أسداه، بل والدعاء له حتى يعلم أنه قد كافأه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى عليكم معروفًا فكافئوه؛ فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه".
نعم هذه الصفات موجودة منذ بدء الخليقة وستظل، كما هو الحال فى وجود الخير والشر ولكن ما جعلنا نتحدث الآن هو أن الظاهرة تفاقمت وتزايدت بشكل ملحوظ وأصبحت المصالح هى التى تحكم علاقات البشر ، والبعض يحاول إرجاع ذلك إلى العوذ والاحتياج والفقر وبعض التغيرات التى طرأت على المجتمع، ولكن هذا ليس مبررا لأن الأمر يعود للاخلاق والتربية والنشأة والتكوين الفكرى للإنسان وأسرته، فأولاد الأصول الذين تربوا على المبادىء والقيم والأخلاق والسمو لن تجدهم ينكرون فضلا أو معروفا ولا ينقضون عهدا أو يخلفون وعدا ولا يغدرون ولا يخونون وهؤلاء موجودون فى المجتمع وإن قل عددهم.


[email protected]