دعا وزارة الثقافة إلى تأسيس متحف متخصص لكل آلة شعبية
د. محمد شبانة: تسجيل السمسمية باليونسكو تتويج لجهود استمرت ست سنوات

أكد الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة، أن تسجيل آلة السمسمية على قوائم التراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو يعد إنجازًا وطنيًا كبيرًا، تتوج به جهود علمية وميدانية بدأت منذ أكثر من ست سنوات.

وأوضح شبانة في تصريحات خاصة لـ "الوفد"، على هامش افتتاح ملتقى السمية بقصر ثقافة الاسماعيلية ، أن الفكرة انطلقت من لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة، حيث تقدمت اللجنة بمذكرة رسمية منذ أربع سنوات لتشكيل لجنة علمية مختصة بإعداد الملف العلمي والوثائقي لتقديمه إلى المنظمة الدولية. وأضاف: «قمنا برحلات ميدانية إلى مدن القناة، وجمعنا شهادات ومعلومات محدثة، إلى جانب إعداد فيلم توثيقي ومسوغات علمية واجتماعية تثبت القيمة التراثية للسمسمية، حتى تم اعتماد الملف في ديسمبر 2024».

وأشار إلى أن تسجيل السمسمية لم يكن مجرد احتفاء بآلة موسيقية، بل تكريم للفنانين والعازفين والمغنين في مدن القناة الذين حافظوا على هذا الفن الشعبي الأصيل جيلاً بعد جيل. كما نوه إلى أن المجلس الأعلى للثقافة أطلق خلال الفترة الماضية مسابقة قومية للعزف والغناء على السمسمية، شارك فيها فنانون كبار وشباب وأطفال.
وكشف شبانة أن اللجنة تعمل حاليًا على إعداد ملفات جديدة لتسجيل آلات موسيقية شعبية أخرى مثل العرجول والعود، إلى جانب عناصر تراثية أخرى تشمل الأكلات الشعبية والنسيج وبعض الألعاب والفنون الأدائية. وقال: “كل آلة موسيقية أو ممارسة فنية مصرية تحمل بصمتها الخاصة، ومن ثم فإن تسجيلها باليونسكو يعكس الوجه الحضاري لمصر وثراء ثقافتها الشعبية الممتدة عبر آلاف السنين”.
وأضاف أن السمسمية، رغم انتشارها في دول عربية أخرى مثل السعودية والأردن واليمن والسودان، إلا أنها تظل ذات خصوصية مصرية متفردة ارتبطت بوجدان أبناء مدن القناة. وأكد: “الآلات الشعبية في الأصل كونية، لكن كل ثقافة تمنحها طابعًا محليًا وهو ما يميز الهوية المصرية”.
وأعرب شبانة عن سعادته بالاحتفاء بتسجيل آلة السمسمية على قوائم التراث باليونسكو، مؤكدًا أن الاحتفال لا يقتصر على الآلة وحدها، بل يشمل المبدعين والصناع والعازفين الذين حافظوا عليها باعتبارها معبّرة عن روح مصر وذاكرتها الشعبية، ودعا وزارة الثقافة إلى تأسيس متحف متخصص لكل آلة شعبية، على أن تكون البداية بمتحف للسمسمية يضم مدرسة لتعليم العزف عليها، بما يعزز قيمتها الفنية ويرفع مردودها الاقتصادي.
ووجّه الشكر لوزير الثقافة على دعمه للملتقى، وللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية على استضافة الفعاليات، مشيدًا بجهود اللجنة العلمية التي أعدت ملف التسجيل وضمت نخبة من الباحثين المتخصصين.
فعاليات الملتقى
يُقام الملتقى الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، على مدار يومين، بمشاركة تسع فرق فنية من مدن القناة وسيناء. وتشهد الفعاليات عروضًا لفرق الإسماعيلية للفنون الشعبية، الطور التلقائية، السويس للآلات الشعبية، الصحبة البورسعيدية، إلى جانب فرق بورسعيد للآلات الشعبية، شباب السويس، الإسماعيلية للآلات الشعبية، الوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية، وذلك على مسرحي مركز شباب الشيخ زايد وشاطئ الفيروز.
وتتم الفعاليات تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة الإسماعيلية، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة لإحياء التراث الفني الأصيل وصون الذاكرة الشعبية.
السمسمية على قوائم اليونسكو
يذكر أن مصر كانت قد سجلت عنصر «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي باليونسكو في ديسمبر الماضي، باعتبارها رمزًا للهوية المصرية وخاصة في مدن القناة. وبذلك ارتفع عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة إلى عشرة عناصر، تعكس تنوع وغنى التراث المصري وأهميته عالميًا.