بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ناسا تعلن عن خطة لوضع مفاعل نووي على سطح القمر

القمر
القمر

تخطط وكالة ناسا لبناء مفاعل نووي صغير بقدرة 100 كيلوواط على سطح القمر بحلول عام 2030، ضمن توجيه عاجل أصدره المدير المؤقت للوكالة، شون دافي، في خطوة ذات طابع إستراتيجي لتعزيز التواجد الأمريكي في الفضاء، ومواجهة جهود الصين وروسيا المشتركة في مجال الطاقة على القمر .

دوافع المشروع وأبعاده الاستراتيجية

صرح دافي بأن هذا المشروع ليس مجرد إضافة تقنية، بل "فاصل حاسم" في سباق جديد نحو الهيمنة الفضائية، موضحًا أن تواجد مفاعل نووي في القمر يمنح الولايات المتحدة أفضلية كبيرة، خصوصًا في المناطق التي لا تصلها أشعة الشمس بتاتًا، مثل القطب الجنوبي للقمر .
وأوضح التقرير أن التعامل مع شمسية الطاقة وحدها غير كافٍ، نظرًا لطول الليل القمري الذي يمتد لما يقارب أسبوعين أرضيين، ما يجعل الاعتماد على المفاعلات النووية خيارًا عمليًا وضروريًا .

خطوات فعلية نحو التنفيذ

الواضح أن ناسا شرعت بالفعل في تنفيذ المشروع: فهي ستبدأ بطلب مقترحات من القطاع الخاص لتصميم مفاعل نووي تبلغ قوته الكهربائية 100 كيلوواط، ويزن أقل من 15 طنًا، ويعتمد على تقنية تحويل الطاقة باستخدام دورة براتون المغلقة . التوجيه يشمل تعيين مسؤول للإشراف على المشروع خلال 30 يومًا، وفتح باب الاستشارات الصناعية خلال 60 يومًا .

تُعد هذه خطوة متقدمة مقارنة بالمبادرات السابقة التي ركزت على مفاعلات بقدرة 40 كيلوواط فقط، وقد أطلقت ناسا في 2022 أول عقود تصميمية لهذه الأنظمة .

تحديات قانونية وجيوسياسية

إضافة إلى التحديات التقنية، هناك تبعات قانونية محتملة. فوفقًا لاتفاقية الفضاء الخارجي لعام 1967، لا يُسمح لأي دولة بادعاء سيادة على أجزاء من القمر. لكن التوجيه يذكر إمكانية إعلان مناطق "حظر دخول" حول البنية التحتية الحيوية، وهو ما قد يُعتبر تجاوزًا ضمنيًا لقواعد القانون الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق من أن يؤدي هذا التوجه إلى سباق للبناء البنى التحتية الفضائية على أساس "نظام الغابة" الذي يفتقر إلى تنظيم دولي واضح، ما قد يغذي نزعات استغلالية بيئية أو تكنولوجية مستقبلية .

طاقة نووية في الفضاء: من جزئي إلى شامل

مشروع المفاعل الجديد يمثل نقلة نوعية مقارنة بالمشاريع السابقة مثل Kilopower وKRUSTY، والتي ركزت على توليد طاقة بضع كلووات فقط لدعم الروبوتات والمركبات الفضائية . المشروع الحالي يمثل توسيعًا جذريًا نحو تأسيس بنية طاقة يمكن الاعتماد عليها في مستقبل مأهول.

ضرورة التنفيذ رغم التحديات

بالرغم من تعقيدات الميزانية وتخفيضات العمالة التي تشهدها ناسا مؤخرًا، إلا أن دافي أكد التزام الوكالة بتحقيق هذا الهدف، وأعرب عن ثقته بقدرة فريق ناسا على إنجاز المشروع بفعالية وأمان.

مشروع ناسا لوضع مفاعل نووي على القمر بحلول عام 2030 يُعد خطوة جريئة في استكشاف الفضاء، تجمع بين الأهداف التقنية والاستراتيجية. فوجود مصدر طاقة مستقل وقوي على سطح القمر لن يدعم المستوطنات الفضائية فحسب، بل سيزيح حدود ما يمكن للمركبة البشرية تحقيقه، سواء على القمر أو في رحلات مستقبلية نحو المريخ. التوازن بين التنفيذ السريع والمحافظة على القواعد القانونية والدولية سيكون مفتاح نجاح هذا المشروع.