بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إسرائيل الكبرى حلم اليهود وضعف العرب

ماذا لو صرح مسئول عربى بأن العرب يريدون إزالة دولة الاحتلال نهائيا وإلقاء الصهاينة فى البحر.. ماذا سيكون رد الفعل العالمى.. كانت الدنيا ستنقلب رأسا على عقب وكان مصير هذا المسئول سيكون مصير العقيد الليبى معمر القذافى أو الرئيس العراقى صدام حسين نفسه.. اقول هذا بعد تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيونى بأنه مبعوث العناية الإلهية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. وان قواته تستطيع ابادة سكان غزة بكل سهولة.. فلم يخرج مسئول غربى لإدانة هذه التصريحات أو التعليق عليها.
حتى البيانات الصادرة من الحكومات العربية كانت بيانات ضعيفة فيها «الطبطبة» ولا يوجد فيها رد حاسم يجعل نتنياهو يتوقف عن مثل هذه التصريحات التى دائما تكون محور حديثه مع المتطرفين الإسرائيليين لإقناعهم بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلى ودائما يردد أنه وهؤلاء فى مهمة ربانية لإقامة الدولة وتغير خريطة المنطقة العربية كما قال سابقا ونجح حتى الآن فى تنفيذ ما قاله. 
ونتنياهو فى أول مرة تولى فيها الحكومة الإسرائيلية كانت له عبارة مهمة قال فيها «إنه سيفاوض العرب 20 عاما ولن يحصلوا منه على أى شىء» وبالفعل صدق فى كلامه بل أخذ كل شىء ولم يعطِ للعرب حتى شبرا واحدا من الأراضى المحتلة بل يلتهم الأرض العربية بمشاريع الاستيطان التى تتم كل يوم ونحن نكتفى بالإدانة والاستنكار والشكاوى. 
التصرفات الاسرائيلية تصرفات مدروسة ومخطط لها بعناية وهم يعلمون تماما انه لن يلوح أى مسئول عربى بالتصعيد والحرب ومتأكدون أن الحرب أصبحت هم من يفرضونها مثلما حدث فى ايران ولبنان وغزة ولا تفرض عليهم ويتباهى كل يوم نتنياهو بقوته العسكرية والسيطرة النارية على المنطقة كلها بدعم أمريكى أوروبى كامل. 
والحقيقة أن ترديد نتنياهو عقيدة إسرائيل الكبرى هى إعلان حرب على دول المنطقة ولا يقولها إلا اذا كان متأكدا من ضعف الجانب العربى.. فهذا الرجل لا يعرف «التهريج» وكل ما قاله ووعد به حققه وبالتالى هو يستعد لحرب كبيرة لتحقيق هذا الحلم فى نظر كل يهود العالم الصهاينة وغير الصهاينة المتطرفين وغير المتطرفين.. وهو الأمر الذى يفرض علينا أن نأخذ هذا الكلام بجدية وأن يكون الرد خشنًا غليظًا والتهديد بالحرب إن لزم الأمر وإنهاء كل الاتفاقيات الموقعة مع الدول العربية. 
لن يردع نتنياهو وترامب الكلام الدبلوماسى الناعم.. ولكن لغة التهديد والوعيد هى المناسبة حتى نعطل هذا المشروع ونجعل اليهود ينسونه تماما ولا يكون له وجود فى عقولهم.. فلا سلام مع نتنياهو وهو أمر مفروغ منه ولن نحصل على شبر من الأرض المحتلة طالما بقى على قيد الحياة.. وأى تحرك دولى سوف يقابله مع حلفائه وهم الأقوى بتحرك مضاد ولنا فيما يحدث فى المحكمة الجنائية دليل على قوة النفوذ الصهيونى الذى عطل العدالة الدولية بل فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قضاة المحكمة ولفقت قضية تحرش للمدعى العام بها نحن نريد أن تكون لغة مواجهة رئيس وزراء الكيان الصهيونى قوية ورادعة «حتى يقف عند حده» كما نقول فى العامية المصرية.