بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

محمد زيدان يثير الجدل مجددًا بالترويج لأحد شركات المراهنات

زيدان
زيدان

فوجئ متابعو النجم المصري السابق محمد زيدان مساء اليوم بمنشور على حسابه الرسمي في إنستجرام يروج لمسابقة من شركة المراهنات، عن التوقع الصحيح لأحد مباريات الدوري المصري المقبلة وتضمنت خمس جوائز مالية وقميصًا موقعًا من زيدان نفسه، لكن خلف المنشور الدعائي، كان هناك ملف قانوني وأخلاقي ضخم ينتظر الانفجار.

تعاون قديم يعيد الجدل

هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها اسم زيدان مرتبطًا بشركة مراهنات، ففي نوفمبر 2024، أعلن لاعب منتخب مصر السابق توليه منصب "السفير الرسمي" للشركة، ما أثار موجة انتقادات وقتها.

وصرحت وزارة الشباب والرياضة بوضوح أن المراهنات محظورة في مصر، وأن شركات المراهنات غير مرخصة بمصر، مؤكدة حجب موقعها الإلكتروني.

رغم ذلك، استمر التعاون، مع دفاع محمد زيدان عن نفسه في أحد البرامج التلفزيونية قائلًا: "أنا لا أروّج للمقامرة، بل أشارك في حملة رياضية لدعم جماهير الكرة."

لكن هذا الدفاع لم يقنع منتقديه، الذين رأوا أن الأمر يتجاوز "الدعم الرياضي" إلى "استغلال الشهرة لتسويق نشاط غير قانوني".


الموقف القانوني في مصر

في 2024، تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لإيقاف حملات رقمية مشابهة، محذرًا من تأثير هذه الإعلانات على الشباب، خصوصًا أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الوصول إلى الجمهور أكثر سهولة من أي وقت مضى.


حسب المادة 739 من القانون المدني، تعتبر عقود المقامرة باطلة وغير ملزمة. فيما تنص المادة 186 من قانون العقوبات على الحبس أو الغرامة لكل من يروّج أو ينظم ألعاب قمار غير مرخصة.


ويتيح قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، حجب المحتوى الإلكتروني المخالف وملاحقة من يقف وراءه إذا استهدف الجمهور المصري.

تلك الشركة التي قام زيدان بالدعاية لها غير مرخصة بمصر، ومسجلة في دولة كوراساو 
و لا تملك أي موافقة رسمية للعمل في السوق المصري.

تعتمد استراتيجيتها على استهداف أسواق محظورة مثل مصر عبر الإنترنت عبر التعاون مع لاعبين ومؤثرين لهم شعبية محلية، وتقديم جوائز مالية وعروض بونص مغرية لجذب المستخدمين.

هذه السياسة واجهت انتقادات في أكثر من دولة، إذ ترى منظمات مكافحة الإدمان أن هذه الحملات تزيد من احتمالات دخول الشباب إلى عالم المراهنات دون وعي بمخاطره.

نجوم الكرة بين القدوة والمكاسب !

في بلد مثل مصر، يتمتع نجوم الكرة بمكانة استثنائية في قلوب الجمهور، أي إعلان منهم يُنظر إليه كرسالة موثوقة، ما يجعل الترويج للمراهنات مسألة حساسة وأوضح الدكتور أحمد عبد المنعم، خبير القانون الرياضي : "إعلانات المراهنات تهدد نزاهة الرياضة وتفتح الباب لتلاعب محتمل في نتائج المباريات، فضلًا عن الأضرار الاجتماعية."

فيما كشف تقرير GambleAware 2023 أن الترويج عبر المؤثرين زاد معدلات إدمان المراهنات بين الشباب بنسبة تصل إلى 30% في بعض الأسواق.

العالم يضيق الخناق على شركات المراهنات

دول مثل إيطاليا فرضت حظرًا شاملًا على إعلانات المراهنات منذ 2019، ما أدى إلى خفض نسب الترويج بنحو 40% بينما إنجلترا وإسبانيا فرضتا قيودًا مشددة على الإعلانات داخل الملاعب وعلى قمصان الأندية، بعد رصد ارتفاع مقلق في نسب الإدمان بين الشباب (حسب تقرير UK Gambling Commission 2024).


أما في مصر، فرغم وجود قوانين الحظر، فإن الطبيعة العابرة للحدود للإنترنت تجعل من السهل وصول هذه الحملات للجمهور، ما يطرح تحديات كبيرة أمام الجهات التنظيمية خاصة أن تلك المرة ليست الأولى لزيدان بعدما أعلن العام الماضي، توليه منصب سفير لأحد تلك الشركات، للترويج لأحد شركات المراهنات ليتلقى انتقادات قوية، من المسؤولين والبرامج الرياضية، قبل أن يعود من جديد بمنشور دعائي اليوم الجمعة، لتلك الشركة.