بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قصص قصيرة جدا

حكاية الشيخ أباصيري

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
                                                                                                                                                                                        "سمية عبدالمنعم"
 

يحمل حكاية "حسن الهلالي" في قلبه منذ الصفعة الأولى، والده المزارع الفقير، أمه التي تزرع حبات عرقها في ساحات البيوت، الأسطى نبهان الذي لطمه على وجهه أمام الزبائن، قلبه الذي سقط أمام ناظريه من شدة الضربة، دموعه التى لم تجف من وقتها ..
لم يكمل دراسته، سافر إلى لبنان، انقطعت أخباره لسنوات، وعاد من جديد، هذه المرة اعتلى المنابر، ونصب قاضيا عرفيا، ويجلس في صدر المجلس في المناسبات الإجتماعية المختلفة، وأصبح اسمه الجديد" الشيخ أباصيري". 
أنشأ حسابا له على تطبيق" التيك توك"، دخل من باب المسبحة والجلباب، اختلس خزائن الوجع المخفية في أبيات الأغنيات القديمة، وراح ينتشر كالذباب، ولكن لاضير في ذلك، قد اعتادت العيون على رؤية القبح في كل شيء، وهو قد فطن باكرا لذلك..
الشيخ " أباصيري" أصبح إعلاميا معروفا، يوزع ضحكات على قلوب المشاهدين، ولكن حسن الهلالي الذي يسكن في قلبه منذ الصفعة الأولى يستعد للخروج، والجمهور ما زال يصفق للموت! 
٢ 
الأستاذ عصفور 
عامل المقهى يحمل القهوة على مضض للأستاذ عصفور، زائر آخر الليل ثقيل الظل، بخيل اليد، مر اللسان. يتباهى بعمله موظفا في البنك الزراعي، رغم أن سمعته مثل فنجان القهوة الذي يحتسيه.
يتأمل الأستاذ عصفور المقهى الفارغ من زبائنه، نسى أنها الثالثة صباحا، ومنذ متى ينتبه للوقت؟! 
كل شيىء حدث في لحظة، السيدة أشجان تتهمه بأنه مزور، يبصق في وجهها، ويطردها خارج البنك، تقع على الأرض، تقيدها عبراتها، ترفع بصرها إلى السماء، وتخبر الله بكل شيىء.
ومنذ متى ينتبه للوقت؟! عاد إلى منزله الفاخر، وجد زوجته تعانق شابا في عمر ابنها الكبير في غرفة نومه، أغلق الباب، حطم ساعة يده، ثم شرع في الذهاب إلى قسم الشرطة، وفي الطريق ألقى بجسده المذبوح على كرسي خشبي في مقهي صغير، حانت منه التفاته، قابل شفاه ولده الكبير وهى تدخن المحظور، خذلته عيناه، وكانت الدنيا كلها أشجان.

٣   
 الشيخ توفيق 
صراخ شيماء يزعج أحلام النائمين، كانت ليلة زفافها بالأمس، تلفظ زوجها، كانت قمرا هبط إلى الأرض، فمسح عن قلوب العباد الأسى والدموع. 
طلب الشيخ توفيق من أهل البيت الخروج، البيت كان خائفا من الشيخ، تجمهر الطيبون بالخارج، وانضم إليهم الأهل. سال لعاب توفيق، ثار جسد توفيق، هاج وماج الشيخ، وعندما هم بالهجوم، اقتحمت جيوش الفجر البيت.