بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من صفحات الوفد.. انطلقت شرارة إصلاح الإعلام

 

باسم الوفديين وباسم كل مصري يؤمن بأن الكلمة الصادقة أساس بناء الوطن، نتقدم بخالص الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استجابته لما نشرته جريدة الوفد في مقالها «الشعب يريد إعلاماً يُشبهه». هذه الاستجابة التي تجلت في قراراته بحل مشكلات العاملين في ماسبيرو والموافقة على صرف البدل النقدي للصحفيين، لم تكن مجرد خطوات إدارية، بل رسالة واضحة بأن الدولة تضع الإعلام في قلب مشروعها الوطني للجمهورية الجديدة

لقد أكد الرئيس في لقائه الأخير برموز المنظومة الإعلامية أن إعادة هيكلة الإعلام لم تعد اختيارا، بل ضرورة مُلحة تفرضها التحولات السريعة في المشهدين المحلي والعالمي ، الهيكلة هنا لا تعني فقط تحديث البنية التكنولوجية أو تحسين الأوضاع المادية للعاملين، وإنما تتجاوز ذلك إلى إصلاح مضمون الرسالة الإعلامية، بحيث تكون مرآة حقيقية لنبض الشارع، ومنصة لعرض كافة الآراء بما فيها المعارضة البناءة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

وشدد الرئيس على أن الرأي الآخر ليس تهديداً للدولة بل هو ضمانة لسلامة القرار، وأن الإعلام القوي هو الذي يتيح مساحات للنقاش الهادئ والحوار الرشيد، دون إقصاء أو تهميش، في هذا الإطار جاءت دعوته الصريحة للاستعانة بالخبرات المهنية التي غابت أو أُبعدت عن المشهد خلال السنوات الماضية، باعتبارها رصيداً معرفياً وخبرة تراكمية قادرة على إحداث الفارق

ماسبيرو الذي ظل لعقود طويلة صوت مصر الرسمي وذاكرتها الحية يمثل نموذجا حيا للتحديات التي تواجه الإعلام القومي، إعادة إحيائه تتطلب فك الجمود عن الخطاب الإعلامي وتطوير أساليب العمل بما يواكب متطلبات العصر، مع تمكين جيل جديد من المبدعين إلى جانب الكفاءات المخضرمة حتى يتشكل مزيج من الخبرة والحيوية التي تليق بمكانة هذا الصرح

وفي المقابل فإن الإعلام الخاص مطالب بمراجعة أولوياته، والتوازن بين السبق الصحفي والمصداقية، بين جذب المشاهدين والحفاظ على القيم المهنية ،فالسبق بلا دقة يخلق فوضى، والإثارة بلا حقائق تصنع وهماً لا وعياً ، أما الإعلام الرقمي فقد بات الساحة الحقيقية لمعركة الوعي ، وهنا شدد الرئيس على ضرورة استثمار هذه المنصات بدلاً من الاكتفاء برد الفعل، عبر إنتاج محتوى رقمي مؤثر، قادر على مخاطبة الشباب بلغتهم، وتقديم الحقائق بأسلوب عصري يجذب الانتباه ويعزز الثقة

إن ما طرحه الرئيس السيسي هو خريطة طريق شاملة لإعلام وطني حر ومسؤول، يقوم على التعددية واحترام الرأي الآخر، ويعيد الاعتبار للمهنية التي طالما كانت عنوان الصحافة المصرية ، الكرة الآن في ملعب الإعلاميين"الكرة الآن في ملعب الإعلاميين، فإما أن يستغلوا هذه الفرصة لإعادة بناء المشهد الإعلامي وإحياء دوره الحيوي، أو أن يتجاهلوها فيظل الإعلام بعيدًا عن دوره الذي خُلق له.