جراحة في قلب الليل.. أطباء بلبيس ينقذون شابًا من الموت بعد حادث مروع

في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، وبينما كانت المدينة تغط في سكون الليل، دوّت حالة طوارئ داخل أروقة مستشفى بلبيس المركزي بمحافظة الشرقية، حيث استقبل قسم الطوارئ شابًا يبلغ من العمر 36 عامًا في حالة حرجة، فاقدًا للوعي، بعد تعرضه لحادث طريق مروع أسفر عن إصابته بكسر منخسف في عظام الجمجمة ونزيف داخلي بالمخ، فضلًا عن جروح سطحية وكدمات متفرقة.

الفريق الطبي الذي تولى استقبال الحالة لم يتردد لحظة في البدء بسلسلة من الإجراءات العاجلة. وبعد فحصه وإجراء الأشعات والفحوصات اللازمة، تبيّن أن حياة الشاب في خطر داهم، وأن التدخل الجراحي الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذه. 

عندها، تم استدعاء فريق جراحة المخ والأعصاب وتجهيز غرفة العمليات على وجه السرعة، ليبدأ سباق مع الزمن في تمام الساعة الثانية صباحًا.

قاد العملية الدكتور عيد النجار، استشاري جراحة المخ والأعصاب ورئيس القسم بالمستشفى، بمشاركة الدكتور محمد سالم، استشاري جراحة المخ والأعصاب، والدكتور محمد غريب، أخصائي التخدير، وبدعم من طاقم تمريض متميز بقيادة المستر أسامة عيد جمعة، والممرضة شيماء أحمد محمود.

 وعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة، قام الفريق الطبي برفع الكسر المنخسف بعظام الجمجمة، والسيطرة على النزيف، وتفريغ التجمع الدموي بالمخ، إلى جانب إجراء ترقيع عظمي للأم الجافية، وتركيب شفاط جراحي مقاس 14 لضمان استقرار الحالة بعد الجراحة.

انتهت العملية في تمام الخامسة صباحًا وسط حالة من التركيز والانضباط الطبي، ليتم نقل المريض مباشرة إلى قسم العناية المركزة لمتابعته بشكل دقيق، والتأكد من استقرار علاماته الحيوية، واستكمال مراحل العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

الدكتور أنور شاهين، مدير عام المستشفى، الذي تابع تفاصيل التدخل الجراحي لحظة بلحظة، أشاد بجهود الفريق الطبي، مؤكدًا أن نجاح العملية يعكس احترافية الكوادر الطبية في المستشفى وقدرتها على التعامل مع الحالات المعقدة في أصعب الظروف. 

كما وجه الشكر لكل فرد ساهم في إنقاذ حياة المريض، مشددًا على أن العمل بروح الفريق هو سر التميز الطبي.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحمن الوليلي، مسئول الإعلام بالمستشفى، أن هذه الاستجابة السريعة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتعليمات الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بضرورة تقديم الرعاية الطبية العاجلة للحالات الحرجة وإنقاذ الأرواح دون أي تأخير. 

وأكد أن المستشفى يسعى دائمًا لتوفير كافة الإمكانيات الطبية والتجهيزات الحديثة، فضلًا عن رفع جاهزية الفرق الطبية لمواجهة أي طارئ على مدار الساعة.

ويُعد هذا الإنجاز الطبي حلقة جديدة في سلسلة النجاحات التي يحققها مستشفى بلبيس المركزي، الذي أصبح قبلة للمرضى في المنطقة بفضل خبرة أطبائه وتجهيزاته الحديثة. 

كما يبرهن على أن العمل في القطاع الصحي ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية تتطلب التضحية واليقظة المستمرة، خاصة حين تتعلق حياة إنسان بقرار سريع وإجراء طبي دقيق في ساعة متأخرة من الليل.