بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قطوف

عيشة

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

 



بالعقل وساعة الجد
كان الأمر متكهرب
وصوت حراس يغيب ويهَد
وعيشة البت بين يدي
تقولي ياباتي قوم اهرب
عويل الموتى من جنبك
بميمنتك وميسرتك
يزيد في العَد
وانا عايزانة للقطرات
وتقصد ماء عشان تشرب
وضجة حقيقي فوق الأرض
بتتخذ الحيطان سُترة
ونوح أطفال بثدي الأم
نازل عضّ
وانا ذهبان ما بين الخوف والشجعان
ورائي بعيني جثماني
مانا ميتان وبعد قليل هصير جفنة
وكل الصحبة تنعاني
ولكن عيشة على يدي
ورامية الخد نعسانة
دانا مكفون بأحزاني
وجوة الأرض محفورلي
وعيشة كيانها في كياني
فكيف تعرف دي نيمانة
هتصحى تشوفني متلفف
ومتعفر بلون الموت
أكيد هتخيب في معرفتي
صحيح انا كنت ليها دواء
وبيخفف
عياء ودموع
ويوم ما تقولي تعبانة
أصير ددبان وبيجفف
سيال ع الجبهة نزحانة
*
وجاني الدور
رماني الموت ما بين أقراني
وغيّر شكلي بالإجماع
وطاف من فوقي بإشارة
فبدّل بيها عنواني
وخارت يدي
وبعدت عيشة عن خدي
وجاني سقوط على أرضي
وفاقت عيشة!
بتضرب فيا جايز أقوم
وغابت فكرة اني أموت
واسيبها تلوم
ولكن ..
انا للنطق مش قادر
ولا أملك أحرك فاه
وقولت آه 
يا دوب كلمة ومنقوشة على كفني
وطير غادر حدا جنبي
فدقدقها وغادرني 
بدون مدعاه
وراخي الجفن على عيني
وسامعها بعلو الصوت
تناجيني
أبويا انا شايفة فيك ضحكة
مسيري أروق ومنها أدوق
وأدي دوايا اسقيني
وساكت حكني
ورافضة الشفة تتحرك
ويد عبوسة محبوسة 
جوار أقدامي
وعيشة البت شيفاني
وانا جوايا صار بيئن
وعايز حضنها تاني
وما بملك
فقامت فازعة جثماني
أبويا سكوت
وروحي أنا فيه مخصماني
ورافض رد!
وانا في الأصل منبطح الكيان
وصوت البت أغواني
ورافضة تشوفني من غير وصل
بقطعة قماش مدرياني
وماتت عيشة بجواري!
وكف غيورة هِيّ كفي
على دا الجفن قام راسي
وعيشه بتشهق 
وعرفت اننا أموات
فنزحت ع الجفون دمعة 
وقرب منا صوت جافي
وقام ساحبنا للمجهول
فخفت شتات
بلا عناوين توارينا
وتجمعنا ما بين أموات
ورحلت عيشة
ملئ سكوت 
ومات الموت
*
وجمع يدس آذانا بكام كلمة
وحولينا حفيف أقران تعزينا
وهمس أناس بيحسدنا  
على الأكفان ويهجينا
وانا مشغول
فبعد قليل تراب الأرض
راح يطمُر غصون عيشة
بلا ابقاء
وحدفوا كياني من فتحة
مقاس جسمي
ومن خلفي كمان عيشة
بلا اعناء
ونظموا على الجدار موتي
وكتبوا بالسواد اسمي بلا ممحاه
فقولت بلاها دُنية ذل بتحويني
بلا عيشة
وفكيت الكفون مضنون
وغطيتها بتوب جلدي
وتاويتها ما بين حضني
وروحنا في موت
بلا أشباه