بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

فيها العجيب والغريب

عن قصد قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترمب أن تكون ولاية ألاسكا الأمريكية هى المكان الذى يتم فيه لقاؤه مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. والغريب أن موسكو رحبت بمكان القمة ورأت فيه مكانًا منطقيًا على حد تعبير البيان الصادر عن الكرملين!

فليس سرًا أن هذه الولاية بالذات كانت أرضًا روسية فى أيام روسيا القيصرية، ولكن الولايات المتحدة اشترتها منها وصارت أرضًا أمريكية منذ ذلك الوقت.

والمنطقى بالتالى ألا تنعقد عليها القمة الأمريكية الروسية المقرر لها ١٥ من هذا الشهر، فهى أرض روسية فى الأصل، ولا بد أن مجرد ذكرها يثير لدى الروس مشاعر وطنية ليست جيدة، لأن انتقالها إلى الأمريكيين لا يعنى أن أصحابها الحقيقيين نسوها، أو أنهم لا يحنون إليها كلما جاءت سيرة لها أمامهم فى أى مناسبة. وربما يرى الروس أن هذه مسألة شكلية، وأن المضمون هو القمة نفسها، وما سوف ينتج عنها فى شأن الحرب الروسية الأوكرانية.

غير أن القمة المرتقبة تبدو قمة ناقصة بدورها، وتبدو وكأنها تعانى من شيء ما، وأنها كانت ستخرج بشكل أفضل لو أنها عالجت هذا النقص. فالمفترض أن البند الأول فيها هو هذه الحرب التى سوف لا يصدق كثيرون أنها دخلت عامها الرابع فى ٢٤ فبراير من هذه السنة!

هذه حقيقة نسيناها من طول ما تابعنا حرب الروس مع الأوكرانيين حتى مللنا المتابعة، وقد انشغلنا بسواها ولم نعد نذكرها أو نتوقف أمامها، اللهم إلا إذا جدّ شيء يعيد تذكيرنا بأن حربًا قاربت السنوات الأربع تستحق أن نبذل فى سبيلها ما يوقفها.

ولكن لا تعرف كيف تنعقد قمة للبحث فى وقف الحرب، ثم يكون الطرف الأوكرانى غائبًا عنها؟.. لا تعرف مع إنه طرف مباشر فيها.. وقد كان هذا هو ما دفع الرئيس الأوكرانى إلى القول بأن قمة بغير أوكرانيا هى قمة ضد السلام ولا يتحقق بها أو منها شيء.

وليس الطرف الأوكرانى هو وحده الذى يشعر بالقلق من عدم حضوره، فالأوربيون ليسوا أقل قلقًا منه لأنهم طرف غير مباشر فى الحرب، ولأنهم يشعرون بأن أطماع بوتين فى أوربوا تتجاوز أوكرانيا، وأنه من الممكن أن يهددهم فى المستقبل، ولذلك، فإنهم يستغربون دعوته وحده إلى القمة.. فإذا دُعى إليها فليس أقل من أن يكونوا حاضرين معه على مائدة القمة.

هذه قمة محاطة بكل ما هو غريب عجيب منذ الإعلان عن موعدها، وسوف نرى ماذا يمكنها تحقيقه فى شأن وقف الحرب، بينما هذه هى الأجواء التى ترافقها منذ لحظتها الأولى.