المرأة الجديدة من النبطشية إلى السخرة.. تدهور العمل اللائق في مصر !

أصدرت مؤسسة المرأة الجديدة بيانًا شديد اللهجة بعنوان “من النبطشية إلى السخرة.. تدهور معايير العمل اللائق في مصر”، حذرت فيه من التدهور المستمر لبيئة العمل في المستشفيات المصرية، خاصة بالنسبة للعاملات في القطاع الصحي، مؤكدة أن غياب معايير العمل اللائق لم يعد مجرد أزمة مهنية، بل تهديد مباشر لاستقرار النظام الصحي بأكمله.
جاء البيان عقب الاستقالة الجماعية لثلاث عشرة طبيبة من قسم أمراض النساء والتوليد بأحد المستشفيات الجامعية، تلتها حادثة مأساوية تمثلت في وفاة الطبيبة الشابة سلمى نتيجة الإرهاق الشديد. وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الحوادث ليست معزولة، بل تعكس نمطًا متكررًا من العمل لساعات طويلة في ظروف مجهدة، دون توفير الحد الأدنى من الأمان المهني أو فترات الراحة الكافية.
وانتقدت المؤسسة التناقض الصارخ بين هذا الواقع القاسي وبين تصريحات برلمانية سابقة تدعو إلى تقليص الإجازات بحجة أن المصريين لا يعملون بما يكفي، مؤكدة أن ملايين العاملين، ومن بينهم الأطباء، يلتزمون بساعات عمل تفوق المعايير القانونية والدولية، وغالبًا في بيئات تفتقر للموارد الأساسية.
كما لفت البيان إلى أن الطبيبات يعانين من ضغط مزدوج يجمع بين الاستنزاف المهني والجسدي في المستشفيات، والضغوط الأسرية والاجتماعية التي تقع في الغالب على عاتق النساء، ما يدفع الكثيرات إلى الاستقالة أو الهجرة. واعتبرت المؤسسة أن استمرار هذه الأوضاع، مقرونًا بضعف الأجور وانعدام الحماية المهنية، يسرع من وتيرة هجرة الأطباء، وهو ما يفاقم أزمة نقص الكوادر ويؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين،فضلا عن ارتفاع معدلات الإهمال الطبي
واختتمت مؤسسة المرأة الجديدة بيانها بالدعوة إلى إصلاح جذري في السياسات الصحية والعمالية، يتضمن تحديد سقف واضح لساعات العمل، وضمان فترات راحة كافية، وتحسين الأجور والحوافز، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية الصحية، مؤكدة أن الحق في بيئة عمل لائقة هو شرط أساسي لضمان الحق في الصحة لكل المواطنين