مفتي اليونان للوفد: الذكاء الاصطناعي قد يصبح أداة لهدم الفتوى

أكد الدكتور يشار شريف، مفتي اليونان، أن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى يُعد أداة ذات وجهين؛ إذ يحمل مزايا وسلبيات تستدعي التعامل معه بحذر شديد.
إيجابيات الذكاء الاصطناعي ومخاطره
وأوضح شريف، في تصريحاته على هامش مشاركته اليوم في المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بالقاهرة، أن من أبرز إيجابيات الذكاء الاصطناعي قدرته على تسهيل الوصول إلى المعلومات الشرعية بسرعة كبيرة، مما يسهم في توفير الوقت والجهد للباحثين.
لكنه شدد في المقابل على أن هذه التقنية قد تشكل خطورة مستقبلية إذا استُخدمت في إصدار فتاوى لا تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، أو حتى مع المبادئ الإنسانية.
الذكاء الاصطناعي أداة تفتقر للأخلاق
وأشار مفتي اليونان إلى أن الذكاء الاصطناعي، بصفته أداة غير مكلفة ولا عاقلة ولا حية، يفتقر إلى الأخلاق والخبرة الشرعية، ما يجعل من الضروري وجود مفتٍ بشري مؤهل يتمتع بالعلم والخبرة، ويُوثق في دينه وإيمانه، لضبط عملية الإفتاء.
وأضاف أن على العامة الذين لا يمتلكون خلفية شرعية واضحة ألا يعتمدوا على الفتاوى الصادرة من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، بل ينبغي أن تكون هذه التقنية مجرد وسيلة مساعدة، مع الاعتماد الأساسي على العلماء المؤهلين القادرين على مراعاة ضوابط الشريعة الإسلامية وروحها.
المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية
وكان قد وجَّه الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أسمى آيات الشكر والعرفان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتفضله برعاية المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، والذي تنطلق فعالياته يوم الثلاثاء المقبل تحت عنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".
وأشار إلى أن رعاية الرئيس للمؤتمر هذا العام، الذي يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على صناعة الإفتاء وضوابط استخدامه، تأتي امتدادًا لدعمه المستمر لجهود تطوير الخطاب الديني وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بما يخدم قضايا الوطن ويحفظ القيم
ويُعقد المؤتمر على مدار يومَي 12 و13 أغسطس الجاري، تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بمشاركة وفود من أكثر من 70 دولة، من كبار الشخصيات الرسمية والدينية، إلى جانب نخبة من علماء الشريعة والخبراء الدوليين، لمناقشة التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على صناعة الإفتاء.
ويُعد المؤتمر منصة دولية بارزة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية حول العالم، وبحث آليات تطوير صناعة الفتوى بما يواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة، مع الحفاظ على الثوابت الشرعية والمرجعيات العلمية الرصينة، بما يعزز من دَوره في تحقيق السلم المجتمعي وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.



