بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قطوف

يوميات صديقي الساحر

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"



ارتدي تنورتك الغجرية ودعينا نتسابق في الحارات الضيقة، أنا أقوم بتلك الخدع وأنتِ تسحرينني بعينيك.. وإن داهمنا أحدهم، تحولتُ لفراشة، واختبأتُ بين الزهور المرسومة على تنورتك الشقية...
 هكذا قال لي صديقي الساحر ، قبل أن نخرج سويا .....
ومنذ يومين وأنا أنتظر أن يقرع الباب.. 
منذ يومين.. وأنا أقابل الشرف، وحيدة... أنتظره مع فراشة ،تلاحق ضوء مصباحي اليتيم.
.......
 يتناول ورقة تلو ورقة، يفشل في كل مرة بصنع طائرة، امتلأت الغرفة بالأوراق الملونة، أتابع صديقي الساحر، وهو يلملم خيباته ويلقي بطائراته خارج النافذة ويغادر. ....
الآن يقف على شرفتي سرب حمام وأنا أنتظره أن يسمع ندائي ويعود وفي قلبي له سؤال:
لمَ هديل الحمام .....نواح 
........ 
 القناني الفارغة، الملونة، التي كان يقذفها صديقي الساحر في الهواء، بطريقة بهلوانية، لتتحول لكرات، يلقيها واحدة تلو الأخرى في كيس أسود مخملي،  فتجعل الكل يقف مشدوهًا ويصفق، ويجعلني أنا أيضًا  أقف وأصفق وأصفق...
 لم أرها اليوم في الكيس، بل سمعت رنين نقود يدفعها للساقي ثمن فنجان قهوة لي وقطعة كبيرة من الحلوى. ....
صديقي الساحر يحب الأطفال كثيراً، أخبرني أنه سينجب ستة أطفال، واحد فقط سيعلمه السحر ذاك الذي سيشبهني ...
أخبرني في الأمس، أنه لم يعد يرغب في إنجاب طفل واحد..
ومنذ الأمس وهو يجمع صور الأطفال، من على شاشة التلفاز.. يمسح عنهم الموت ويخبئهم في قبعته ...
..... 
صديقي الساحر منذ أن أخبرته أني مازلت أحتفظ بتلك الوردة التي أهداني إياها في عرضه الأول، يحرك أصابعه بخفة، ويزرع في شعري وردة.. لأضعها في كتاب...
اليوم رأيته خلسة يبحث في جيوبه عن قطع نقود معدنية ليعطيها لبائع الزهور في حينا......
.....
صديقي الساحر وجد عملا في سيرك متنقل، أخبرني أنه سيقوم به ليلة واحدة فقط ليشتري علبة سجائر وأنا أخبرته كم يبدو وسيمًا بزي المهرج الذي يرتديه....
......
صديقي الساحر الذي طالما سحرني بكلماته ومهارته في ألعاب الخفة  يداعب الآن بخفة كأسه الفارغ في الحانة الممتلئة بالضجيج.
بدا يائساً وهو يخبرني كيف مل المشاهدون من حضور عروضه وكيف أخرج الأرنب من قبعته وتناوله مشوياً....
...
صديقي الساحر غائب منذ يومين، في الليلة الماضية كنا نحاول أنا وهو أن نمزج الأبيض والأسود في لعبة الشطرنج، أخبرني وقتها، لا مكان للحرب بيننا وربما بتعويذة سحرية ستتحول الرقعة إلى أصابع بيانو.. وسيعزف لي لحناً شهياً، لكني خذلته عندما لمست النصر يقترب... فصرخت بأعلى صوتي كش ملك ...
أمسك بالحصان الوحيد وفر هارباً وأنا أنتظر عودته، خلف القلعة بعد أن خرج كل الجنود للبحث عنه...
وحيدة الآن أتنقل فوق المربعات، أعدها مرارا وتكرارا، حتى امتزجت كلها بالسواد، ولم أعد أرى إلا بياض عيني.. اللتين استقرت بهما غيوم شتائية لا تكف عن البكاء.