سليم سحاب فى حوار لـ «الوفد»:
كورال مصر مشروع العمر.. وأحلم بتصدير أصواتنا
فى عالم الموسيقى العربية، يظل اسم المايسترو سليم سحاب علامة فارقة فى قيادة الفرق الموسيقية والكورالات، لما يتمتع به من قدرة فنية عالية ورؤية واضحة لإحياء التراث الغنائى العربى وتقديمه بأسلوب يليق بالأجيال الجديدة. وُلد سحاب فى بيروت عام 1941، ودرس الموسيقى فى موسكو حيث تخرج فى معهد «تشايكوفسكي» العريق، قبل أن يتنقل بين عواصم عربية عدة، مقدماً حفلات وقيادة أوركسترات شكلت ذائقة فنية لجمهور واسع.
وعلى مدار عقود، ارتبط اسمه بمشروعات موسيقية بارزة، لكن يبقى «كورال مصر» هو المشروع الأقرب إلى قلبه، إذ يضم مئات المواهب الشابة من مختلف المحافظات، ويقدم عروضاً تمزج بين الكلاسيكيات المصرية والعربية وأعمال جديدة بروح عصرية، مع الحفاظ على هوية الصوت الشرقى.
< كيف وُلدت فكرة «كورال مصر»؟
<< الفكرة بدأت من إحساسى بضرورة إنشاء كيان يجمع المواهب الغنائية من الشباب فى كل أنحاء مصر، بعيداً عن الأضواء التجارية، ويمثل مدرسة حقيقية لتعليم الغناء على أسس أكاديمية. أردت أن يكون هناك منبر يقدم الأصوات الواعدة للجمهور، ويعزز فيهم حب الموسيقى والتراث.
< وماذا يميز هذا المشروع عن التجارب الأخرى فى المنطقة؟
<< الفرق الأساسى هو أننا لا نبحث عن نجم واحد، بل نصنع جيلاً كاملاً من الأصوات الموهوبة. لدينا تنوع كبير فى الأصوات، من الأوبرالى إلى الطربى، ونركز على العمل الجماعى أكثر من الفردى، وهذا يعطى قوة وجمالاً للأداء.
< كيف تختارون أعضاء الكورال؟
<< نقوم بجولات فى المحافظات للاستماع إلى المواهب فى أماكنهم. نحرص على أن يكون الاختيار مبنياً على الموهبة الخام، ثم نعمل على تطويرها بالتدريب المستمر، سواء فى النطق السليم أو فى الأداء الموسيقى.
< هل يقتصر نشاط الكورال على الحفلات المحلية؟
<< لا، لدينا طموح كبير لتقديم عروض خارج مصر، ونخطط لرحلات فنية تمثل الثقافة المصرية فى محافل دولية. أؤمن أن الموسيقى لغة عالمية، وأصوات شبابنا قادرة على الوصول إلى أى جمهور فى العالم.
< كيف ترى مستقبل الموسيقى العربية؟
<< إذا استثمرنا فى التعليم الموسيقى والتدريب الأكاديمى، فالمستقبل سيكون مزدهراً. الخطر الوحيد هو الاستسهال، والاعتماد على الألحان السطحية. نحن بحاجة إلى الحفاظ على تراثنا، وفى الوقت نفسه الانفتاح على التجديد.
< ما رسالتك للشباب الموهوبين؟
<< أنصحهم بالصبر والالتزام. الموهبة وحدها لا تكفى، بل تحتاج إلى جهد مستمر، واحترام لقواعد الفن، وعدم الانجرار وراء الشهرة السريعة.
< وأخيراً، ما هو حلمك الشخصي؟
<< أن أرى «كورال مصر» يقدم عروضاً فى أكبر المسارح العالمية، وأن نعيد للموسيقى العربية مكانتها التى تستحقها.
