بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبراء يناقشون تشريعات ضبط الفتوى في العصر الرقمي بمؤتمر الإفتاء

بوابة الوفد الإلكترونية

في إطار فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وبحضور دولي واسع يضم نخبة من كبار علماء الشريعة والخبراء في الشأن الديني والتقني من مختلف دول العالم، انعقدت الجلسة العلمية الثانية تحت عنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي".

شهدت الجلسة طرحًا موسعًا لعدد من الأبحاث العلمية والرؤى المتخصصة التي تناولت أبعاد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الإفتائي، وضوابطه الشرعية، وسبل ضبط إصداراته بما يحافظ على هيبة الفتوى ومصداقيتها.

 

د. فايد محمد سعيد: الذكاء الاصطناعي لا يغني عن المفتي البشري

قدم الدكتور فايد محمد سعيد، رئيس اللجنة الشرعية للمجلس الأوروبي للهيئات والمراكز والقيادات الإسلامية – لندن، ورقة علمية بعنوان: "استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء: حكمه وضوابطه".
استعرض في بدايتها مفهوم الذكاء الاصطناعي ومنصاته المختلفة، وأبرز أدواته وبرامجه المستخدمة في المجال الإفتائي، ثم قدّم تحليلًا مقارنًا بين إجابات صادرة عن أدوات ذكاء اصطناعي شهيرة مثل Islam and AI وChatGPT، وبين فتاوى صادرة عن مؤسسات رسمية كدار الإفتاء المصرية ومركز الأزهر العالمي للفتوى، موضحًا مدى انضباط تلك الإجابات ومدى توافقها مع المرجعيات المعتبرة.

وأكد أن المؤسسات العلمية كدار الإفتاء ومركز الأزهر العالمي للفتوى تشكّل حجر الزاوية في ضبط الفتوى الرقمية، من خلال تطوير أدوات رقمية تخضع للمعايير الشرعية، والتكامل بين الفقه والتقنية.
وأوصى بعدم الاستغناء عن المفتي البشري، وإخضاع المنصات الذكية لإشراف علمي مباشر، وتكوين فرق عمل مشتركة بين الفقهاء والتقنيين لتطوير قواعد بيانات شرعية موثوقة، ومنع أي تطبيقات تحرّف النصوص أو تخالف الإجماع أو تثير الشبهات.

 

د. يوشار شريف: الأصل في استخدام الذكاء الاصطناعي الإباحة

عرض الدكتور يوشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، بحثًا بعنوان: "الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ناقش فيه شروط الإفتاء وأثر التقنية على صناعة الفتوى، وأنواع الذكاء الاصطناعي وأحكامه.
أكد أن التقنية يمكن أن تسهّل الوصول للأحكام الشرعية، لكنها لا تحل محل المفتي نظرًا لارتباط الفتوى بالسياق والنية والمصلحة. وأوضح أن الأصل في استخدام الذكاء الاصطناعي هو الإباحة ما لم يتضمن مخالفة صريحة أو ضمنية للشريعة.

أوصى بإنشاء لجان شرعية تقنية في هيئات الإفتاء، وتدريب المفتين على التطبيقات الذكية، وإصدار أدلة إرشادية، وتوعية المجتمع بعدم الاعتماد الكلي على هذه التطبيقات، مع تطوير منصات عربية آمنة.

 

د. عبد الله بن عمر التميمي: مركز عالمي للإفتاء التقني ضرورة

قدّم الدكتور عبد الله بن عمر التميمي، مدير إدارة الفتاوى والمراجعات والمكتبات بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بحثًا بعنوان: "استعمال المفتي للذكاء الاصطناعي: أحكامه ومجالاته وضوابطه وتطبيقاته".
تناول أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في عمل المفتين وفق ضوابط شرعية، مشيرًا إلى أنه أداة فعّالة في جمع المعلومات وتحليل القضايا الفقهية وصياغة الفتاوى بسرعة ودقة، لكنه لا يمكن أن يستقل عن الاجتهاد البشري.

ودعا إلى إنشاء مركز عالمي للإفتاء التقني لتوحيد الضوابط وتعزيز التعاون الدولي، وتدريب المفتين على هذه التقنيات، ونشر الوعي بين المستخدمين حول كيفية التعامل معها بشكل آمن.

 

د. غادة عامر: الفتاوى العشوائية تهدد الأمن الفكري

حذّرت الدكتورة غادة محمد عامر، خبيرة الذكاء الاصطناعي بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، في بحثها بعنوان: "آليات مواجهة الفتاوى الدينية العشوائية والمعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي"، من مخاطر إصدار فتاوى دينية غير منضبطة عبر التقنية، لما تحمله من تهديد للأمن الفكري والمجتمعي.

اقترحت تعزيز الوعي المجتمعي، وتطوير أنظمة مراقبة ذكية لرصد الفتاوى المشبوهة، وإصدار تفسيرات شرعية لتصحيح المغلوط منها، وسَنّ تشريعات صارمة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الديني.
كما أوصت بإطلاق منصات رسمية لرصد المحتوى الديني المنشور آليًا، وتطبيق سياسات "حوكمة شرعية رقمية"، مشيدة بدور دار الإفتاء المصرية بقيادة فضيلة المفتي الدكتور نظير محمد عياد في تبني مشروعات تقنية مواكبة للعصر.

واختتمت بالتأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين الاستفادة من مزايا الانفتاح الرقمي وبين حماية الأمن الفكري، من خلال جعل الذكاء الاصطناعي أداة دعم للمؤسسات الدينية الموثوقة، لا وسيلة لنشر التضليل.