بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إحتلال غزة ...و"التهجير القسري "

 

وافق  المجلس الوزاري المصغر
" الكابينت " على مقترح نتنياهو باحتلال قطاع غزة بالكامل بعد مباحثات إستمرت 10 ساعات ويعتبر قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوامرة  لرئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي " إيار زامير " بتنفيذ عملية " عربات جدعون "  وهي إعادة إحتلال قطاع غزة بالكامل هو قرار في غاية الخطورة وتداعياته أخطر ،  وعندما حاول رئيس الاركان معارضة الخطة طالبه نتنياهو إما  "التنفيذ أو الإستقالة " ورغم معارضتة الخطة أعلن رئيس الأركان بدء النحضيرات لإحتلال غزة .

عملية " عربات جدعون "التي أقرها الكابينت الاسرائيلي مطلع الشهر الماضي وهدفها احتلال قطاع غزة بالكامل وفقاً لإعلان هيئة البث الإسرائيلية الهدف منها تحقيق حسم عسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حماس والقضاء عليها  وإعادة إحتلال قطاع غزة بالكامل وهي عملية منظمة من 3 مراحل.. مع استخدام 5 عوامل ضغط ضد حماس في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية حتي لو كان المقابل التضحية بالأسري الموجودين لدي حماس

إحتلال غزة بالكامل ليست سوى حلقة جديدة في مشروع تفريغ غزة وهي جزء من المشروع الأكبر وهو  "التهجير"  فما يجرى حاليا هو مخطط متكامل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتفريغة من سكانة  وتهجيرهم قسريا إلي مصر ،
وأسرائيل ماضية في إستكمالة دون رادع بإنهاء وتدمير غزه بالكامل والتخلص من حماس نهائيا وسيتم  التضحية بالرهائن كما سيتم استكمال مخطط ضرب خان يونس وبعض المناطق في غزه مع بعض الضربات النوعيه في الشمال لثني السكان عن فكرة الرجوع للشمال مره اخري بعد ما تم تدمير الشمال بالكامل من قبل إسرائيل وأصبح غير صالح للحياه .

ماتقوم به إسرائيل الأن هو إستكمال إحتلال غزة  لتهجير الفلسطينيين قسريا بشكل طوعي فيما يسمي خداعا  " الهجرة  الطوعية "لكن الحقيقة أنه" تهجير قسري "عبر إعادة احتلال قطاع غزة وتضييق الخناق عليهم بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع وبعد أن يفقد سكان غزة الامل في الحياه في القطاع ولن يستطيعوا العيش في خيام طيلة حياتهم لإرغامهم  قسريا بعد ذلك علي الهجرة على مدار سنوات .

ثم تبدأ الخطه الثانيه من حرب غزة وهي الأهم والأخطر والتي تسمي خداعا "الهجرة  الطوعية " لكنه في الحقيقة تهجير قسري وستكون هذه الخطة مغلفة بالمساعدات الإنسانية لأخفاء هدفها الاساسي هو تفريغ غزه من سكانها وتهجيرهم قسريا  وستجري  هذه الحرب في صمت وبعيدا عن الإعلام وسيجبر فيها الفلسطينيون بصمت وقسريا  على التهجير بعد تدمير كل مرافق الحياة في غزه والتي تحتاج الي ما لا يقل عن 10 سنوات لأعادة إعمارها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزة .

لم تعد حرب غزة في نسختها الحالية معركة ضد حماس أو رهائن أو صواريخ ما يجري على الأرض يتجاوز كل هذه العناوين الظاهرة ليكشف عن هدف خفي وواضح هو تفريغ غزة من سكانها وتهجيرهم" قسريا " في صمت فيما يطلق عليها الحرب الصامتة او "التهجير القسري الصامت "  فهذه ليست حربًا ضد تنظيم كما يصورونها لنا بل هي حرب تصفية لمنطقة كاملة لإنهاء غزة ديموغرافيًا وجغرافيًا وتفريغها من سكانها وتهجيرهم خارج القطاع ، فإسرائيل لا تنوي احتلال القطاع ولا حتى إدارته من سيقوم بذلك لاحقًا هي الولايات المتحدة بغطاء دولي وعبر ترتيبات إقليمية.

ما يحدث الأن هو تدمير ما تبقى من غزة فهذه الفرصة الذهبية لهم وستدفع سكان الشمال إلى مغادرته والنزوح وتجميع الغزيين في أماكن تسهل عليهم لاحقا الخروج قسريا  من غزة فيما يطلق عليها خداعا " الهجرة الطوعية " وستكون  على مراحل وسنوات ف"التهجير القسري" هو جوهر هذه الحرب وليس مجرد معركة مع حماس ولو يفتح المعبر الان لتري الآلاف يهربون من القصف والموت والجوع خلال الحرب وقد غادر مئات الآلاف غزة وخاصة من يملكون المال بمساعدة وتسهيل إسرائيلي صامت عبر مصر، الأردن، ومعابر إسرائيل

الخطة وإن لم يُصرّح بها علنًا تبدو جليّة: تفريغ القطاع من 2 مليون ونصف فلسطيني وتهجيرهم قسريا إلي مصر وتشتيتهم في كل دول  العالم لتصفية القضية الفلسطينية  . قد يبدو الأمر خياليًا لكن الضغط النفسي والمعيشي الهائل في قطاع غزة والذي تقوم به إسرائيل الأن من " حرب تجويع " وترويع وقتل وقصف مراكز الإيواء كفيل بدفع عشرات الآلاف للهجرة قسريا إن فُتحت الأبواب. أما من سيتبقى فسيُدار ضمن إطار أمني مشدد، أو تحت وصاية دولية الحرب .
الدائرة الآن بكل قسوتها، ليست إلا واجهة لمشروع أخطر هو تغيير وجه غزة إلى الأبد وتحويلها من أرض فلسطينية إلى بقعة متعددة الجنسيات تحت إدارة أمريكية جديدة وواقع جديد