زيارة ماري رابنسون وهيلين كلارك لمصر تبرز أزمة معبر رفح ومأساة الفلسطينيين

قالت فرح الخولي، مراسلة "القاهرة الإخبارية"، إنه في زيارة هامة إلى مصر، قامت ماري رابنسون، رئيسة دولة إيرلندا السابقة، وهيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وأعضاء مؤسسة الحكماء، بتفقد معبر رفح من الجانب المصري لمتابعة دخول الشاحنات الإغاثية إلى الأراضي الفلسطينية.
وأعربت ماري رابنسون عن صدمتها الكبيرة لرؤية آلاف الشاحنات مصطفة على الجانب المصري دون تمكنها من العبور بسبب تعنت القوات الإسرائيلية، كما زارت رابنسون وكلارك عددًا من المستشفيات المصرية التي تعالج فلسطينيين مصابين جراء الأحداث الأخيرة.
وقف إطلاق النار الفوري
وأضافت خلال رسالة على الهواء، أنهما اختتمتا الزيارة بمؤتمر صحفي في العاصمة المصرية، حيث وجهت ماري رابنسون رسائل هامة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أنه لو كانت هناك إرادة حقيقية لوقف إطلاق النار الفوري، لكان بإمكانه تحقيق ذلك عبر وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة المستخدمة ضد الشعب الفلسطيني، كما انتقدت الطريقة الجوية لنقل المساعدات، واصفة إياها بأنها غير إنسانية وتؤدي إلى مزيد من الإصابات والوفيات، مطالبة بضرورة إيجاد طرق إنسانية بديلة للوصول إلى المحتاجين.
وجود معايير دولية مزدوجة تعيق اتخاذ المجتمع الدولي قرارًا فعليًا لوقف القصف الإسرائيلي
كما نوهت رابنسون إلى وجود معايير دولية مزدوجة تعيق اتخاذ المجتمع الدولي قرارًا فعليًا لوقف القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 22 شهرًا، والذي وصل إلى حد الإبادة الجماعية، هذه الرسائل والمشاهدات كانت محور مؤتمر مؤسسة الحكماء، الذي سلط الضوء على الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في المنطقة.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبو سالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبو سالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة".
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات.. نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبو سالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبو سالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبو سالم حتى الشمال في جباليا.. وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟".
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبو سالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".