بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

محافظ الشرقية ينعى وزير التموين الأسبق علي المصيلحي: فقدنا رمزًا للوطنية والإخلاص

بوابة الوفد الإلكترونية

 نعى المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وفاة الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، الذي وافته المنية اليوم، بعد مسيرة طويلة وحافلة بالعطاء والإنجازات في خدمة الوطن، امتدت لعقود من العمل الجاد والمسؤولية الوطنية.

وأعرب المحافظ، في بيان صادر عن ديوان عام محافظة الشرقية، عن بالغ حزنه لفقدان شخصية وطنية بارزة تركت بصمة واضحة في مسيرة التنمية والإصلاح الإداري، مشيرًا إلى أن الدكتور المصيلحي كان نموذجًا فريدًا للمسؤول الكفء والمخلص، الذي عمل بإخلاص من أجل خدمة أبناء مصر، وساهم بجهوده في إحداث تطوير ملموس في قطاع التموين والتجارة الداخلية.

وأضاف الأشموني أن الفقيد قاد وزارة التموين في فترات دقيقة من تاريخ البلاد، حيث شهدت الأسواق خلالها تحديات اقتصادية عالمية وإقليمية، إلا أنه استطاع بحكمة واقتدار أن يحافظ على استقرار منظومة السلع الاستراتيجية، ويؤمن احتياجات المواطنين من المواد الأساسية، ويعمل على ضبط الأسواق وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلك.

وأشار المحافظ إلى أن الدكتور المصيلحي، خلال فترة عمله، أولى اهتمامًا خاصًا بملف الدعم، وعمل على تطوير منظومة البطاقات التموينية، بما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه من الأسر الأولى بالرعاية، فضلًا عن سعيه المستمر لتطوير المجمعات الاستهلاكية وتعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، مما ساعد على تعزيز الأمن الغذائي لمصر.

ويُعد الدكتور علي السيد علي المصيلحي أحد أبناء محافظة الشرقية البارزين، إذ وُلد في مركز أبو كبير عام 1949، وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الفنية العسكرية التي تخرج فيها عام 1971 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص الهندسة الإلكترونية.

 لم يتوقف شغفه بالعلم عند هذا الحد، فواصل دراسته في الخارج، حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة باريس السادسة عام 1977، ثم نال شهادة الدكتوراه من المدرسة العليا متعددة التقنيات في باريس عام 1980، متخصّصًا في استخدام الحاسبات في تصميم الدوائر المتناهية الصغر.

بدأ المصيلحي مسيرته المهنية في الكلية الفنية العسكرية، حيث ترأس قسم الحاسب ودرّس مواد متقدمة في التصميم بالحاسب وهندسة البرمجيات وقواعد البيانات، قبل أن ينتقل إلى العمل في القطاع الخاص كمدير تنفيذي لمشروعات كبرى في مجالات تكنولوجيا المعلومات.

 وفي أواخر التسعينيات، انضم إلى وزارة الاتصالات كمستشار كبير للوزير، حيث كان له دور بارز في صياغة الخطة القومية لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات، وإطلاق مشاريع استراتيجية مثل "كمبيوتر لكل بيت" وتطوير ميناءي دمياط والعين السخنة، بالإضافة إلى تصميم نظام معلومات الضرائب العامة وتوسيع الخدمات الحكومية الإلكترونية.

وفي عام 2002، تولى رئاسة الهيئة القومية للبريد المصري، وقاد خطة شاملة لإعادة هيكلة الهيئة وتطوير بنيتها التحتية وخدماتها، قبل أن يُعيّن وزيرًا للتضامن الاجتماعي عام 2005، حيث عمل على تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتطوير سياسات الدعم، وبعد ذلك، برز في العمل البرلماني رئيسًا للجنة الاقتصادية بمجلس النواب، حتى عاد إلى العمل التنفيذي وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية عام 2017، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى منتصف عام 2024، حيث ترك بصمة واضحة في ضبط الأسواق وحماية المستهلكين وتأمين احتياجات البلاد من السلع الأساسية.

وأكد الأشموني أن رحيل الدكتور علي المصيلحي لا يمثل خسارة لأسرته ومحبيه فحسب، بل خسارة حقيقية للوطن الذي فقد واحدًا من أبنائه المخلصين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الصالح العام، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وشدد محافظ الشرقية على أن التاريخ سيذكر دائمًا ما قدمه الفقيد من جهد وعمل مخلص، وأن بصماته ستظل خالدة في ذاكرة العمل الحكومي المصري، مشيرًا إلى أن الأجيال القادمة ستتعلم من سيرته ومسيرته المهنية قيم العطاء والالتزام والحرص على مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

واختتم الأشموني بيانه قائلًا: "نعزي أنفسنا وأبناء محافظة الشرقية وأبناء الشعب المصري كافة في هذا المصاب الجلل، فقد فقدنا قامة وطنية لن تتكرر، كانت مثالًا للصدق والأمانة والنزاهة، وستبقى ذكراه العطرة ومواقفه المشرفة حاضرة في وجداننا جميعًا"، مؤكدًا أن المحافظة ستظل تذكر الفقيد بكل التقدير والاحترام لما قدمه من إسهامات وطنية جليلة.