الشرقية تواصل تحقيق أرقام قياسية في توريد القمح المحلي وتجاوز 603 آلاف طن منذ بدء الموسم

تشهد محافظة الشرقية هذا العام موسمًا استثنائيًا في توريد محصول القمح المحلي، حيث واصلت المواقع التخزينية المنتشرة بمختلف المراكز والمدن استقبال كميات متزايدة من المحصول الاستراتيجي، وسط متابعة ميدانية دقيقة لضمان سير العمل بكفاءة وتحقيق المستهدفات التي وضعتها الدولة.
وأكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أن عملية التوريد تسير بشكل منتظم منذ انطلاق الموسم، موضحًا أن الكميات الموردة بالأمس فقط بلغت 39 طنًا و60 كيلوجرامًا، ليصل بذلك إجمالي ما تم توريده حتى الآن إلى 603 آلاف و919 طنًا و946 كيلوجرامًا من القمح المحلي، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة التنفيذية بالتنسيق مع مديريات الزراعة والتموين والجهات المعنية.
وأشار المحافظ إلى أن المحافظة تعمل على متابعة عملية التوريد يوميًا، من خلال جولات ميدانية للوقوف على أرض الواقع والتأكد من انتظام العمل في كافة المواقع التخزينية، سواء كانت شونًا ترابية أو معدنية أو صوامع حديثة، بهدف تذليل أي عقبات قد تواجه المزارعين أو لجان الاستلام.
وأكد أن هذه المتابعة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بمحصول القمح، باعتباره المحصول الاستراتيجي الأول الذي يمثل أساس الأمن الغذائي للمصريين. وشدد الأشموني على أن الدولة حريصة على تحقيق أعلى معدلات التوريد، لضمان توفير احتياطي استراتيجي آمن من الحبوب يكفي احتياجات المواطنين على مدار العام، مشيرًا إلى أن التزام المزارعين بتسليم محصولهم يعكس وعيهم بأهمية دعم جهود الدولة في هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، أوضح المهندس عماد محمد جنجن، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن هذا الموسم شهد تنوعًا في الحقول الإرشادية المنزرعة بمختلف مراكز ومدن المحافظة، بما يسهم في رفع إنتاجية الفدان وتحسين جودة المحصول.
وأشار إلى أن الأراضي القديمة احتضنت 56 حقلًا فرديًا، فيما تمت زراعة 7 حقول فردية في الأراضي الجديدة بمساحة فدان واحد لكل حقل، إلى جانب زراعة 15 حوضًا سمكيًا بمساحة إجمالية بلغت 410 أفدنة ضمن الحقول الإرشادية بالمزارع السمكية، كما شملت الخطة الزراعية زراعة 8 حقول فردية في الأراضي الملحية.
وذكر أن هذه الحقول تمثل نماذج يحتذى بها للمزارعين، حيث يتم فيها تطبيق أحدث أساليب الزراعة والري ومكافحة الآفات لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول.
وفي سياق متصل، شدد المهندس عبد الكريم عوض الله، وكيل وزارة التموين، على ضرورة الالتزام الصارم بكافة الشروط والمواصفات الفنية للمواقع التخزينية المخصصة لاستلام القمح المحلي، لضمان الحفاظ على جودة الحبوب وحمايتها من التلف.
وأوضح أن هذه الشروط تشمل تجهيز المواقع بعروق خشبية "طبالي" لضمان التهوية ومنع الرطوبة، وأن تكون خالية تمامًا من أي محاصيل أو مخلفات زراعية أخرى قد تؤثر على جودة القمح المخزن.
كما أكد أهمية توفر ميزان بسكول بسعة لا تقل عن حمولة سيارة نقل كبيرة أو جرار، أو على الأقل ميزانين من نوع "طبلية"، مع إمكانية وجود ميزان بسكول معتمد بالقرب من الشونة مزود بآلة طباعة لإصدار نسخة ورقية بوزن الشحنة، بما يضمن الشفافية والدقة في عمليات الاستلام.
وأضاف وكيل وزارة التموين أن مواقع التخزين يجب أن تتضمن أيضًا وسائل الحماية الأولية لمكافحة الحرائق، ومكتبًا إداريًا داخل أسوار الموقع لتسهيل عمليات التوثيق والمتابعة، موضحًا أن هذه المعايير ليست مجرد إجراءات تنظيمية، بل تمثل ضمانة أساسية للحفاظ على المحصول في أفضل حالة حتى يتم توزيعه أو استخدامه في إنتاج الخبز المدعم.
وتواصل محافظة الشرقية، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، العمل على تذليل أي صعوبات تواجه المزارعين في عملية التوريد، مع توفير جميع التسهيلات الممكنة لضمان سرعة إنجاز الإجراءات وتقليل فترات الانتظار، إلى جانب استمرار حملات التوعية التي تحث المزارعين على الالتزام بمواعيد التوريد الرسمية وتسليم المحصول إلى المواقع المعتمدة. ومع استمرار الموسم، تشير المؤشرات إلى أن المحافظة في طريقها لتحقيق أرقام قياسية جديدة في حجم التوريد، الأمر الذي يعزز من مكانتها كواحدة من أكبر المحافظات الموردة للقمح على مستوى الجمهورية، ويدعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي.