حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية وعيد في الصلاة

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول مدى مشروعية الاستعاذة من العذاب إذا مرَّ المصلي بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة، فأجابت عبر موقعها الرسمي بأن ذلك مستحب مطلقًا، سواء في صلاة الفرض أو النفل، على ما قرره فقهاء الشافعية والحنابلة في رواية، تأسّيًا بفعل النبي ﷺ.
القراءة في الصلاة.. ركن متفق عليه
أوضحت الإفتاء أن قراءة القرآن الكريم في الصلاة ركن من أركانها المتفق عليها بين الفقهاء، استدلالًا بحديث النبي ﷺ للمسيء في صلاته:«إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» — متفق عليه.
ونقل الإمام ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام أن الحديث يدل على وجوب القراءة في الصلاة.
الخلاف الفقهي حول الاستعاذة أثناء الصلاة
بيّنت الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم الاستعاذة عند المرور بآية عذاب أثناء الصلاة:
- الحنفية والمالكية، ورواية عن الحنابلة: كرهوا ذلك في الفريضة، وأجازوه في غيرها، مع استحبابه للمنفرد عند الحنفية.
- الشافعية، والحنابلة في رواية أخرى: استحبوا ذلك مطلقًا، سواء في الفرض أو النفل، وللإمام والمأموم والمنفرد.
وجاء في المبسوط للسرخسي أن الفعل حسن في صلاة التطوع إذا كان المصلي منفردًا، لكنه مكروه للإمام في الفريضة خشية الإطالة على المأمومين.
أما الإمام النووي فذكر في المجموع استحباب سؤال الرحمة عند آية رحمة، والاستعاذة عند آية عذاب، لكل قارئ في الصلاة وخارجها.
دليل من السنة النبوية
استدلت الإفتاء بما رواه مسلم عن حذيفة رضي الله عنه، قال:«صليتُ مع النبي ﷺ ذات ليلة... إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ».
وذكر الإمام النووي في شرح صحيح مسلم أن هذا الحديث دليل على استحباب هذه الأذكار لكل قارئ، في الصلاة وخارجها.
في الختام، أكدت دار الإفتاء أن المختار للفتوى هو استحباب الاستعاذة عند المرور بآية عذاب أو وعيد أثناء الصلاة، تأسّيًا بفعل النبي ﷺ، لما في ذلك من تعظيم لشأن القرآن، وتدبرٍ لمعانيه، وزيادة في الخشوعجذبًا للمتابعين.