بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﻏﺰة ﺗﺒﺎد.. وﺣﻜﻮﻣﺔ »ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ« ﺗﻀﺮﺑﻬﺎ الخلافات

بوابة الوفد الإلكترونية

«سموتريتش» يهاجم اليمين.. و«بن غفير» يدعو لإسقاط السلطة الفلسطينية

تنازع الطفلة «شام قديح»، عامان، المصابة بسوء تغذية حاد، الموت جوعاً فيما تحول جسدها إلى هيكل عظمى بعد إصابتها بجفاف شديد ودخولها فى أخطر مراحل سوء التغذية بقطاع غزة المحاصر بالإبادة الصهيونازية الأمريكية وتشير التشخيصات الأولية إلى تضخم فى الكبد تسبب بانتفاخ شديد فى البطن، وارتفاع حاد فى درجة الحرارة، إلى جانب انخفاض وزنها من 4.8 كجم إلى 4.3 كجم خلال فترة قصيرة، بينما يفترض أن يتراوح وزنها الطبيعى بين 12 و14كجم

تستغيث أسرة «شام» وآلاف الأسر للعلاج العاجل فى الخارج، وإجراء فحوصات وتحاليل شاملة لتشخيص حالتها بدقة، فى ظل افتقار مستشفى ناصر للمعدات الطبية والأدوية اللازمة، لكن يظل السؤال المر 

من ينقذ شام وغيرها قبل فوات الأوان؟

خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل لمستشفيات قطاع غزة عشرات الشهداء ومئات الجرحى جراء استمرار العدوان العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع فى التقرير الإحصائى اليومى لشهداء ومصابى الإبادة الجماعية الصهيونية، إن المستشفيات استقبلت 70 شهيداً، منهم شهيدان جرى انتشالهم، و363 إصابة.

وأشارت إلى أن ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من ضحايا المساعدات، بلغ 35 شهيداً وأكثر من 304 إصابات، ليرتفع إجمالى ضحايا «لقمة العيش» ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,778 شهيداً، وأكثر من 12,894 إصابة.

 وسجلت مستشفيات، 5 حالات وفاة، من بينها طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 217 حالة وفاة، من ضمنهم 100 طفل.

وارتفعت حصيلة الإبادة منذ 7 من أكتوبر 2023 إلى 61 ألفاً و430 شهيداً بالإضافة إلى 153 ألفاً و213 جريحاً بإصابات متفاوتة. فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضى (خرق الاحتلال للتهدئة) 9,921 شهيدًا إلى جانب 41,172 إصابة، وأوضحت الصحة الفلسطينية أنه مازال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.

وتصاعد الخلاف بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير ماليته المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بعد أن لوح سموتريتش بإسقاط الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة على خلفية الخطة التى أقرها المجلس الأمنى المصغر (الكابينت) لاحتلال القطاع. 

وعبر سموتريتش عن رفضه خطة إعادة احتلال غزة التى أعلنتها الحكومة الإسرائيلية قبل يومين، فيما يتبنى هو خطط التهجير القسرى للفلسطينيين من القطاع مع الاستيطان فيه. وصرح بأنه فقد الثقة فى أن نتنياهو يسعى لقيادة الجيش نحو الحسم والانتصار فى حرب الإبادة التى تشنها «إسرائيل» على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وأضاف سموتريتش، فى مقطع فيديو على حسابه على منصة «إكس» أن قرار «الكابينت» احتلال غزة من أجل إعادة حركة «حماس» إلى طاولة المفاوضات «يعد حماقة وأمراً غير منطقى».

واعتبر أن «إرسال آلاف الجنود وتشكيل خطر على حياتهم فى عملية عسكرية بغزة ودفع أثمان دبلوماسية ودولية فقط من أجل تشكيل ضغط على «حماس» لإطلاق سراح الرهائن وبعد ذلك الانسحاب، هذا يعد حماقة أخلاقية وأمراً غير منطقى».

وتابع: «للأسف، للمرة الأولى منذ بداية الحرب أشعر بأننى لا أستطيع أن أتحمل هذا القرار أو أن أدعمه. لقد فقدت الثقة بأن رئيس الوزراء يستطيع أو يريد قيادة الجيش لتحقيق ذلك».

وتعليقاً على تهديدات سموتريتش بالتوجه لانتخابات وإسقاط الائتلاف الحكومى، قال نتنياهو: «لليمين موهبة خاصة فى إسقاط حكومات اليمين وبعد ذلك ندفع أثماناً كبيرة».

وقلل سموتريتش من أهمية هذه الخطة، وقال إن «نتنياهو والكابينت قرروا تنفيذ عملية عسكرية هدفها ليس الحسم، بل ممارسة ضغط على حماس من أجل صفقة أسرى جزئية».

 وأضاف أن المهمة فى غزة لم تنتهِ بعد وأن أهداف الحرب لم تحقق بالكامل» داعيا نتنياهو إلى «عقد الكابينت مرة أخرى والإعلان بشكل لا لبس فيه أنه لا يوجد توقف فى المنتصف بعد الآن، وألا صفقة جزئية» وحثه على الذهاب إلى خطوة حاسمة وواضحة من الحسم والانتصار.

ويعارض «سموتريتش» الأصوات الداعية للاكتفاء بالغارات فى القطاع ويطالب بمواصلة الحرب على القطاع حتى تهجير الفلسطينيين منه بهدف الاستيطان فيه.

وفى وقت سابق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن سموتريتش يرفض خطة نتنياهو، ويريد فى المقابل «احتلالاً كاملاً وشاملاً مع إعادة الاستيطان فى قطاع غزة».

ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مسئول رفيع فى حزب «الصهيونية الدينية» الذى يقوده سموتريتش، وصفه قرار «الكابينت» بـ«سقوط حاد»، مهددًا بتفكيك الائتلاف الحكومى إذا لم تتغير خطة احتلال غزة.

وهاجم وزير الأمن القومى الإسرائيلى، «إيتمار بن غفير»، السلطة الفلسطينية مجدداً، واعتبرها «كياناً إرهابياً» يجب إسقاطه فورًا، فى موقف يعكس تصعيدًا خطيرًا ضد القيادة الفلسطينية ومحاولات تقويض المشروع الوطنى الفلسطينى.

وجاء هذا الهجوم تزامناً مع تحركات الرئيس الفلسطينى محمود عباس للإعلان عن دولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، فى خطوة تهدف إلى تعزيز الاعتراف الدولى بحق الفلسطينيين فى دولة مستقلة على حدود عام 1967.

وأكد «بن غفير» فى منشور على منصة «إكس» أنه سيضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ خطوات عملية لإسقاط السلطة، فى محاولة واضحة لوقف أى تقدم سياسى فلسطينى، وفرض مزيد من السيطرة الإسرائيلية على الأرض.

ويأتى هذا التصعيد فى ظل استمرار الاحتلال فى توسيع الاستيطان وفرض سياسة الأمر الواقع التى تقوض حقوق الفلسطينيين، ما يعمق معاناة الشعب الفلسطينى ويزيد من التحديات أمام تحقيق السلام العادل والشامل.

وتعكس تصريحات «بن غفير»، التى تتزامن مع دعوات إسرائيلية متكررة لممارسة ضغوط وعقوبات على السلطة الفلسطينية، رغبة واضحة فى عرقلة أى جهود دولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة، ما يزيد من التوترات ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية.

وفى أواخر يونيوالماضى أطلق رئيس مجلس المستوطنة، شاى ألون، دعوة لحل السلطة الفلسطينية وطى صفحتها نهائيًا، معتبرًا إياها عقبة رئيسية أمام الأمن الإسرائيلى.

وجاءت هذه الدعوة فى مقال نشره ألون بصحيفة «معاريف»، حيث أكد أن ما بعد الحرب المحتملة على إيران يجب أن يستغل لتحييد «العدو القريب»، الذى يمثله بالنسبة له السلطة الفلسطينية، من خلال حلها بالكامل وتحويل مهامها الإدارية إلى جهات وصفها بأنها «غير مسلحة».