بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هل هناك دعاء أو ذكر يزيل الهم ويفك الكرب؟.. الإفتاء تُجيب

بوابة الوفد الإلكترونية

ورد إلى الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال حول ما إذا كان هناك دعاء أو ذكر يُذهب الهم ويفرج الكرب.
 


هل هناك دعاء أو ذكر يزيل الهم ويفك الكرب؟
 

وأجاب الدكتور عاشور بأن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تضمّنا العديد من الأدعية والأذكار التي تساعد المسلم على التخلص من الهموم وتفريج الكروب إذا لجأ إلى الله تعالى بها بصدق وإخلاص.

وأشار إلى ما ورد في القرآن الكريم على لسان نبي الله يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت، حيث قال مضطرًا منكسرًا إلى الله: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، موضحًا أن هذا الدعاء ليس خاصًا بسيدنا يونس، بل هو ذكر ودعاء لكل مؤمن يلجأ به إلى الله، ويجوز قوله بأي عدد يشعر به المسلم بالراحة والسكينة.

كما ذكر حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم» [رواه البخاري ومسلم]، مؤكدًا أن المسلم يمكنه ترديد هذا الدعاء كذلك بأي عدد.

وبيّن أن من أهم شروط هذه الأدعية أن تُقال بخضوع وانكسار، مع الإكثار منها، فإن فعل المسلم ذلك كشف الله همه وفرج كربه.
 


 الأدعية النبوية
 

ومن الأدعية النبوية الواردة في هذا الباب، ما جاء في الحديث الشريف: «اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي»، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قاله أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحًا.

كما ورد في السنة الدعاء: «اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»، والدعاء: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدين وغلبة الرجال»، وكذلك قوله: «الله الله ربي لا أشرك به شيئًا».

وأضاف الدكتور عاشور أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب تفريج الهموم، مستشهدًا بحديث أُبي بن كعب رضي الله عنه، حين قال للنبي: "يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟" فأجابه النبي في ختام الحوار: «إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك».

كما أوصى بالدعاء المأثور: «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك»، لما فيه من قضاء الدين وتفريج الكرب، وكذلك قوله: «اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر».

وأكد مستشار المفتي السابق أن المسلم إذا أقبل على الله بهذه الأدعية والأذكار، موقنًا بالإجابة، مخلصًا في الطلب، فإن الله عز وجل وعده بالكشف والفرج، مصداقًا لقوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].