بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صلاة الوتر.. سُنّة مؤكدة وكنز قيام الليل

بوابة الوفد الإلكترونية

تُعد صلاة الوتر من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه في جوف الليل، وهي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، أوصى بها وحث عليها في أحاديث كثيرة، وجعلها من أحب الصلوات إلى الله. 

فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:«يا أهل القرآن أوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر»، ولذلك، ظل الصحابة والتابعون ومن بعدهم يحرصون على الوتر، سواء في أول الليل أو آخره، طلبًا للأجر واتباعًا لسنة خير البشر.

 

كيفية أداء صلاة الوتر بأكثر من ركعة

على عكس ما يظنه البعض، لا تقتصر صلاة الوتر على ركعة واحدة فقط، بل يمكن أداؤها بعدة صيغ، كلها ثابتة عن النبي ﷺ:

ثلاث ركعات متصلة: بتشهد واحد في الركعة الأخيرة، أو تشهدين في الركعتين الأخيرتين، مثل صلاة المغرب.

ثلاث ركعات منفصلة: ركعتان ثم تسليم، ثم ركعة واحدة مستقلة.

خمس أو سبع ركعات متصلة: بسلام واحد في النهاية.

تسع ركعات: بتشهد في الثامنة ثم القيام للتاسعة.

إحدى عشرة ركعة: وهي أكثر ما ورد عن النبي ﷺ، وكان يختمها بالوتر.

وقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة".

 

الوتر لمن نام عن القيام أو نسيه

أجمع جمهور العلماء على أن من فاته الوتر لنوم أو نسيان، فإنه يقضيه نهارًا شفعًا، أي بركعات زوجية. فقد روى مسلم عن قيس بن عمرو رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«إذا نام أحدكم عن وتره أو نسيه، فليصله إذا ذكره».

 

فضل صلاة الوتر وقيام الليل

ذكر العلماء أن الوتر جزء من قيام الليل، وله فضائل عظيمة، منها:

اتباع سنة النبي ﷺ الذي واظب عليه حتى تفطرت قدماه من طول القيام.

أعظم أسباب دخول الجنة كما في قوله ﷺ: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات» (رواه الترمذي).

رفع الدرجات في الجنة وزيادة الحسنات.

محبة الله لعبده القائم بالليل، كما جاء في مدح أهل الليل في قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ [الفرقان: 64].

مغفرة الذنوب وتكفير السيئات.

شرف المؤمن، إذ قال ﷺ: «شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس» (رواه الطبراني).

خير من الدنيا وما فيها لمن واظب عليه بإخلاص.

 

أفضل وقت لأداء الوتر

أجمع العلماء على أن من كان واثقًا من قيامه آخر الليل، فالأفضل أن يؤخر الوتر ليكون في الثلث الأخير، حيث تتنزل الرحمة، ويستجاب الدعاء، لقول النبي ﷺ:«من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل» (رواه مسلم).

أما من خشي أن ينام، فالأفضل أن يصلي الوتر بعد العشاء مباشرة.

 

الدعاء بعد صلاة الوتر

كان النبي ﷺ يكثر من الدعاء في الوتر، ومن ذلك القنوت والدعاء بالمغفرة والرحمة، ومن الأدعية المأثورة:اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وتوفّنا مع الأبرار، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.

كما وردت أدعية جامعة للاستغفار للمسلمين، وطلب العفو والعافية، والتعوذ من الشرور والآفات، مما يجعل وقت الوتر فرصة ذهبية للمناجاة.