السر في قول "باسم الله" بدلًا من "بالله" في البسملة
كشف الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، عن الحكمة البلاغية والشرعية في افتتاح البسملة بلفظ "باسم الله" بدلًا من "بالله"، موضحًا أن ذلك ليس مجرد اختلاف لغوي، بل يحمل دلالة عميقة مرتبطة بالتعظيم والإجلال لذات الله تعالى.
لماذا نقول "باسم الله" وليس "بالله"؟
أوضح الدكتور مرزوق أنه إذا كان المقصود بالبسملة الاستعانة بالله تعالى، فقد يتساءل البعض: ما فائدة إدخال كلمة "اسم" بين حرف الباء ولفظ الجلالة مع أن الاستعانة تكون بالله ذاته، لا بالاسم؟
وبيّن أن التعبير بـ "باسم الله" جاء للتعظيم والإجلال، مثلما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى:"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى" [الأعلى: 1]،"تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ" [الرحمن: 78].
وأشار إلى أن البسملة خُصّت بثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى: الله، الرحمن، الرحيم.
الله: اسم المعبود الحق المستحق للعبادة دون سواه، والخالق لكل شيء.
الرحمن والرحيم: تنبيه على سعة رحمة الله بعباده، وأنه المستعان في كل أمر برحمته ولطفه.
البسملة.. سنة مستحبة في كل شأن
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن البسملة مستحبة قبل الشروع في أي عمل؛ حتى يبارك الله فيه، استنادًا لحديث النبي ﷺ:"كل أمرٍ لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر" (رواه أبو داود وغيره).
وأوضح أن ترك البسملة لا يوقع في الإثم، لكنها سنة مؤكدة، وفاعلها ينال الثواب، مشيرًا إلى أن الفقهاء عدّوها من المستحبات في بداية الطعام وسائر الأعمال.
ماذا تفعل إذا نسيت البسملة؟
أضاف عبد السميع أن النبي ﷺ علّمنا أنه إذا نسي المسلم التسمية في أول الطعام ثم تذكر أثناءه، يقول:"بسم الله أوله وآخره"،
مبينًا أن البسملة تمنع الشيطان من مشاركة الإنسان في طعامه، فيحل البركة، ويسهل الهضم، ويزيد الاستمتاع بالمذاق.
دلالة روحية ولغوية
اتفق العلماء على أن البسملة ليست مجرد افتتاحية، بل هي إعلان نية الاستعانة بالله وطلب البركة، وإشعار للنفس قبل البدء بأي عمل أن التوفيق من عند الله وحده، كما أن ذكر "اسم الله" يحمل معنى التوقير، ويدخل في باب الأدب مع الله عز وجل.