بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تحذيرات أثرية ومعمارية.. من هدم مبنى السكة الحديد

بوابة الوفد الإلكترونية

انتشرت فى الآونة الأخيرة، أقاويل عن هدم مبنى الإدارة الهندسية لسكك حديد مصر بميدان رمسيس بقلب القاهرة، للتوسع فى كوبرى أكتوبر فى المنطقة الواقعة أعلى ميدان رمسيس، وبالتحديد المنطقة المطلة على مبنى هندسة السكة الحديد، الأمر الذى أثار حفيظة عدد من علماء الآثار والخبراء المعماريين.
يقول أحمد عامر، الخبير الثري، إن هذا المبنى تم بناؤه عام 1908، ويخضع للتنسيق الحضاري، لأنه ضمن المبانى التراثية إذ تخطى الـ100 مائة عام، ومن وجهة نظري، فالمبنى إذا كان متهالكا تمامًا فمن الأفضل هدمه، أما إذا كان ما زال على حالته ويحتاج للترميم، فمن الأفضل ترميمه لأنه تراث أثرى وقيمة فريدة لا يخضع لثمن، كما أن هدم المبانى الأثرية يعرض الدولة لخطر، فى محو تاريخها.
وطالب «عامر»، بضرورة المحافظة على المبنى، مشيراً إلى أنه يظهر فى كل الأفلام المصرية القديمة، وكان يشكل مشهداً شديد الجمال ضمن المشاهد التى كان المخرجون يحرصون على التقاطها فى أحداث أفلامهم.
فى الإطار نفسه، يقول طارق المرعي، خبير فى الحفاظ على التراث المعماري، إن المشكلة من البداية، تأتى بسبب التصميم الأساسى للكوبري، والذى لم يراع محددات الموقع، وبالتالى عند التنفيذ لن يراعوا أى أماكن أثرية، كما أنه لا يوجد دور لجهاز التنسيق الحضارى إلا اتباع الأوامر وتلبية رغبات المسئولين، فجهاز التنسيق، ما هو إلا موظفون عاملون الدولة، ويخافون على لقمة العيش ومرتباتهم، كما أن حالة الهدم، للأسف الشديد نعيشها منذ سنوات عديدة فى معظم المبانى الأثرية المسجلة على قوائم جهاز التنسيق الحضارى.
وانتقدت الدكتورة سهير حواس أستاذة الهندسة المعمارية، وعضو مجلس إدارة جهاز التنسيق الحضارى، «قرار الهدم إن ثبتت صحته بالفعل»، وتقول:«إنها كانت ضمن اللجنة التى تشكلت عقب قرار الدكتور محمد سليمان وزير النقل عام 2008 هدم المبنى»، وقالت إنها وزملاءها من المهندسين رفضوا قرار الهدم، وتمتلك سهير حواس خريطة للمبنى تتضمن تاريخ بنائه، وتوثق تصميم ميدان رمسيس الذى يشكل مع العديد من العناصر المعمارية الأخرى قطعة فنية يجب الحفاظ عليها.
قالت سهير حواس، إن هذا المبنى جاء له قرار بوقف الهدم عام 2008، لأنه تخطى الـ100 عام ويمثل طرازا معماريا متميزا، كما أن له تاريخا طويلا خاصة وأنه يعتبر من معالم ميدان رمسيس، مشيرة إلى أن المبنى مسجل طبقاً قانون رقم 144 لعام 2006 لتسجيل المبانى ذات القيمة التراثية، والتذرع بهدمه من أجل توسعة كوبرى أكتوبر فقد سبق أن تم إيجاد حلول لذلك، ولم يعد هناك مبرر للهدم.
وأضافت سهير حواس، إلى أنه أقيمت مسابقة دولية منذ عدة سنوات، تتبع الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، وذلك لتطوير ميدان رمسيس، وأخذ فى الاعتبار أن هذا المبنى، ضمن المبانى القائمة فى الميدان التى تمت الإشارة إلى ضرورة الحفاظ عليها وترميمها وإعادة تأهيلها وإعادة توظيفها بدلًا من هدمها، لافتة إلى أن قرار هدمه يعتبر إهدارا للتاريخ القومى وليس المادى فقط، بسبب طمس المعالم التاريخية فى ميدان رمسيس «ميدان باب الحديد».