رئيس حي ثان الزقازيق يشارك تشييع جنازة عامل نظافة توفي أثناء عمله
شيع المئات من أهالي قرية كفر الحمام التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عصر اليوم السبت، جثمان سعيد محمد عبد الحميد عامل النظافة بحي ثان الزقازيق، الذي وافته المنية صباح اليوم إثر سكتة قلبية مفاجئة أثناء تأدية عمله في أحد شوارع الحي، عن عمر ناهز 54 عامًا.
بدأت مراسم التشييع بعد صلاة العصر من مسجد الشهداء بالقرية، حيث أُديت صلاة الجنازة وسط مشاركة واسعة من الأهالي، وزملاء الفقيد في العمل، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.
وحضر الجنازة رئيس حي ثان الزقازيق محمد أبو هاشم، وعدد من نوابه، والعاملين بالحي، والذين تقدموا صفوف المشيعين، تعبيرًا عن تقديرهم لما قدمه الفقيد خلال سنوات عمله.
وأعرب رئيس الحي عن خالص تعازيه لأسرة الفقيد باسم جميع العاملين، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، ولذويه بالصبر والسلوان، مشيدًا بإخلاصه وتفانيه في أداء مهامه، مؤكدًا أن رحيله أثناء العمل يعد رسالة وفاء في حد ذاتها.
الفقيد كان يعمل ضمن فريق النظافة بحي ثان الزقازيق منذ سنوات طويلة، وعُرف بين زملائه بالنشاط والانضباط، والالتزام بأداء مهامه في مختلف الظروف الجوية، سواء في حرارة الصيف أو برودة الشتاء.
ووصفه أهالي القرية بالشخص الطيب، حسن المعاملة، الذي لا يتردد في مساعدة من يحتاج إليه، حتى خارج نطاق عمله.
وتحدث عدد من جيرانه عن مواقفه الإنسانية، حيث كان يحرص على المشاركة في المناسبات الاجتماعية لأبناء قريته، ويقف إلى جوار المحتاجين، ويقدم يد العون لمن يطلب المساعدة، وكان حريصًا على تعليم أبنائه الثلاثة قيم الاحترام والعمل الجاد، وقد تزوجوا جميعًا ويقيمون في القرية.
من جهته، نعى المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، ببالغ الحزن والأسى، وفاة الفقيد، الذي كان يعمل بقطاع تحسين البيئة بحي ثان الزقازيق، مشيرًا إلى أنه تلقى خبر الوفاة بأسف شديد، وكلف رئيس الحي بسرعة إنهاء كافة الإجراءات القانونية وتصاريح الدفن، وتقديم واجب العزاء لأسرته ولزملائه في العمل، مؤكدًا على أهمية توفير الدعم الكامل لأسرته وتلبية احتياجاتهم تقديرًا لما قدمه من جهد وإخلاص خلال فترة عمله.
وأضاف المحافظ، أن عمال النظافة هم خط الدفاع الأول للحفاظ على المظهر الحضاري للمدن والشوارع، وأن المحافظة تقدر تضحياتهم وعطاءهم، مشددًا على ضرورة الاهتمام بتحسين ظروف عملهم وتوفير بيئة آمنة لهم.
بعد الانتهاء من صلاة الجنازة، انطلقت الجموع إلى مقابر العائلة بالقرية، حيث وُري جثمان الفقيد الثرى وسط دعوات الحضور له بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل الله عمله في ميزان حسناته، وبدت علامات الحزن واضحة على وجوه المشيعين، خاصة زملاء العمل الذين أكدوا أنهم فقدوا زميلًا وصديقًا كان مثالًا للالتزام والأمانة.
وقدمت أسرة الراحل الشكر لمحافظ الشرقية ورئيس الحي على لفتتهما الكريمة ومشاركة الأخير في تشييع الجثمان وتقديم واجب العزاء، معربة عن امتنانها لكل من شارك في مواساتهم خلال هذا المصاب الأليم.
واختتم المشيعون كلماتهم بترديد دعوات الرحمة، مؤكدين أن الفقيد ترك ذكرى طيبة بين الجميع، وأن وفاته أثناء العمل ستظل شاهدًا على إخلاصه حتى آخر لحظة في حياته.