بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

إسرائيل تغزو غزة.. خطة احتلال تُشعل الغضب الدولي وتُهدد بكارثة إنسانية

غزة
غزة

في تطور خطير ضمن مسار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ أكثر من عام، أعلنت حكومة الاحتلال، مساء الخميس، الموافقة على خطة السيطرة على مدينة غزة، وذلك رغم المعارضة التي أبدتها قيادة جيش الاحتلال.

الخطة – التي تبنّاها المجلس الأمني المصغر – تهدف، بحسب ما ورد، إلى تفكيك بنية حركة حماس في المدينة، وتحرير ما تبقى من الرهائن، وتأسيس "منطقة خالية من التهديدات".

الخطة مؤلفة من خمس مراحل عسكرية، تسبقها تحضيرات استخباراتية وتواكبها عمليات إخلاء قسري لما لا يقل عن 300 ألف مدني نحو الجنوب، وهو ما اعتبره مراقبون "إعادة إنتاج لنكبة جديدة" حسب تعبير منظمة العفو الدولية.

ووفقا لبيان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ استعداداته للسيطرة على المدينة، على أن يتم إجلاء المدنيين خلال فترة تمتد حتى السابع من أكتوبر المقبل، في خطوة وصفت بأنها رمزية. كما تنص الخطة على تنفيذ "الاحتلال" بشكل تدريجي، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية.

انقسام حاد ومعارضة من الجيش

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عبّر عن معارضته المباشرة للخطة، محذرًا من أنها تهدد حياة الرهائن الإسرائيليين المتبقين، وتُخاطر بانهيار الدعم الدولي.
كما صرّح زعيم المعارضة، يائير لابيد، أن القرار بمثابة "كابوس أخلاقي وعسكري"، وأكد أن الحكومة تتجاهل تحذيرات الأجهزة الأمنية لصالح اعتبارات سياسية محضة.

وتخشى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة من أن يؤدي التصعيد إلى مقتل المحتجزين لدى حماس، واحتج بعضهم خارج اجتماع مجلس الوزراء الأمني في القدس.

إدانات أوروبية وتعليق تسليح إسرائيل

دول عدة وعلى رأسها ألمانيا أعلنت وقف تصدير أي معدات عسكرية لإسرائيل قد تُستخدم في غزة. المستشار فريدريش ميرتس وصف القرار الإسرائيلي بأنه "خرق واضح للقانون الدولي"، مؤكدًا أن بلاده لن تكون شريكة في عملية عسكرية تؤدي إلى تهجير جماعي.

كما تبنّت بلجيكا والنرويج والصين مواقف مشابهة، بينما دعت بريطانيا وفرنسا إلى اجتماع طارئ في مجلس الأمن.
وصرّحت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن "ما تقوم به إسرائيل في غزة يدخل في نطاق التهجير القسري ويستدعي المساءلة الجنائية الدولية".

أرقام كارثية تتفاقم

يأتي ذلك فيما تجاوز عدد الضحايا في قطاع غزة منذ بداية العدوان 61 ألف شهيد، ثلثهم من الأطفال، وحوالي 1.9 مليون فلسطيني نازحون داخليًا، دون مأوى أو مياه نظيفة.

كما تشهد المنظومة الصحية في غزة انهيار تام مع تدمير 78٪ من المنشآت الطبية.

ومن جهتها، حذرت المنظمات الإنسانية من خطر مجاعة حقيقي خلال أسابيع.

ردود من الداخل الفلسطيني والعربي

السلطة الفلسطينية وصفت الخطة بأنها "تطهير عرقي واضح"، ودعت المجتمع الدولي لفرض عقوبات مباشرة على حكومة نتنياهو.
مصر والأردن والسعودية وقطر حذروا من أن استمرار العملية سيؤدي إلى "انفجار إقليمي واسع النطاق"، فيما اعتبرت تركيا أن هذا القرار هو "نقطة اللاعودة".

ومع توسيع العدوان ليشمل مدينة مكتظة بالسكان ومثقلة بالحرب، تدخل إسرائيل مرحلة شديدة الخطورة.
العملية قد تُغيّر موازين السياسة في المنطقة، لكنها تهدد أيضًا بمزيد من الانهيار الإنساني، وفتح ملفات قانونية ضد الحكومة الإسرائيلية في محاكم دولية.