فى رحاب آية
«لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» «الأحزاب: 21».
فى هذه الآية الكريمة، يرسم الله سبحانه وتعالى للمؤمنين طريقًا واضحًا لاتباع الحق والثبات عليه، ويضع بين أيديهم النموذج الأكمل فى حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قدوةً وسيرةً وموقفًا.
تُخاطبنا الآية بأن فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة، أي نموذجًا يُحتذى، وسُنّةً صالحة للاقتداء، خصوصًا فى المواقف الصعبة، كما فعل هو يوم أُحد، حين أُصيب جسده الشريف، وقُتل عمّه، وتوالت عليه المحن، لكنه ظل ثابتًا صابرًا، لم يفرّ ولم يجزع، بل استمر فى الدعوة والجهاد بثباتٍ ويقين.
وتخص الآية من ينتفع بهذا الاقتداء: «لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ»، أي لمن كانت غايته رضا الله، وخشيته من الحساب، ودوام ذكر الله تعالى. فهؤلاء هم من يعرفون قيمة القدوة، ويؤمنون بأن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ليس مجرد إعجاب، بل التزام ومسار حياة.
فى كل لحظة من حياتك.. اسأل نفسك: هل اقتديت؟
فاجعل من سيرته صلى الله عليه وسلم مرآة تنظر فيها إلى نفسك: هل كنت رفيقًا كما كان؟ هل ذكرت الله كثيرًا كما فعل؟ هل عفوت، وصبرت، وشكرت، وسعيت إلى الله فى كل حال؟
ففى رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد المعنى الكامل للإنسان الربّانى، الذي يعيش لله، ويتعامل مع الناس برحمة، ويواجه الدنيا بثبات.