بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كل ما تريد معرفته عن استشهاد "بيليه الكرة الفلسطينية" سليمان العبيد على يد الاحتلال الإسرائيلي

سليمان العبيد
سليمان العبيد

فُجعت الساحة الرياضية الفلسطينية، يوم أمس الأربعاء، بنبأ استشهاد أحد أبرز رموزها الكروية، اللاعب الدولي السابق سليمان العبيد، المعروف بلقب "بيليه الكرة الفلسطينية"، وذلك إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية جنوب قطاع غزة.

وأعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بيان رسمي أن العبيد قضى نحبه برصاص قوات الاحتلال، لينضم بذلك إلى قائمة طويلة من الرياضيين الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر قبل الماضي. وأوضح الاتحاد أن الشهيد هو الرياضي رقم 662 الذي يُقتل منذ بدء العدوان.

مسيرة كروية حافلة بالإنجازات

وُلد سليمان العبيد في 24 مارس 1984 بمدينة غزة، وبدأ مشواره الرياضي في نادي خدمات الشاطئ، حيث برزت موهبته مبكرًا في خط الهجوم. انتقل لاحقًا إلى نادي الأمعري في الضفة الغربية، وهناك حقق أحد أبرز إنجازاته، بفوزه بلقب أول دوري محترفين فلسطيني عام 2010.

عاد بعدها إلى غزة ليواصل تألقه مع نادي غزة الرياضي، حيث تُوّج هدافًا للدوري الفلسطيني في موسمي 2015-2016 و2016-2017. وكان معروفًا بمهاراته العالية، وقدرته على اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص، ما جعله يحظى بلقب "بيليه فلسطين"، في إشارة إلى أسطورة الكرة البرازيلية.

وخلال مسيرته، شارك العبيد في 24 مباراة دولية مع المنتخب الفلسطيني، وسجل أكثر من 100 هدف رسمي، وهو رقم يعكس مكانته كأحد أعظم مهاجمي الكرة الفلسطينية في العصر الحديث.

أب لخمسة أطفال.. ورمز وطني

لم يكن العبيد مجرد لاعب كرة قدم ناجح، بل كان أبًا لخمسة أطفال، ورمزًا وطنيًا لطالما ألهم الأجيال الصاعدة في غزة والضفة الغربية. وكان يُعرف بأخلاقه العالية، وروحه الرياضية، وانخراطه في العمل المجتمعي والأنشطة الشبابية.

وجاء خبر استشهاده بينما كان في صفوف المدنيين الذين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوبي قطاع غزة، وهي المنطقة التي تتعرض لحصار وقصف مستمر منذ أشهر، في إطار الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عقب هجمات أكتوبر.

إدانات واسعة.. وصمت دولي

وقد لاقى خبر استشهاد العبيد موجة حزن وغضب في الأوساط الرياضية الفلسطينية والعربية، حيث اعتبر كثيرون أن ما حدث يعكس حجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين والرموز الوطنية، بمن فيهم الرياضيون.

في المقابل، يواصل المجتمع الدولي التزام الصمت تجاه استهداف الرياضيين والمرافق الرياضية في غزة، رغم توثيق عشرات الجرائم التي طالت أندية، ملاعب، ولاعبين خلال الحرب المستمرة.

خسارة لا تُعوّض

يُعد رحيل سليمان العبيد خسارة فادحة للكرة الفلسطينية، ليس فقط لموهبته وأرقامه القياسية، بل لرمزيته ومكانته في قلوب الفلسطينيين.

 وعبّر زملاؤه في الأندية والمنتخب عن صدمتهم، مؤكدين أن "بيليه فلسطين" سيبقى خالدًا في ذاكرة الجماهير.

وبينما تستمر آلة الحرب في حصد مزيد من الأرواح، تظل قصة سليمان العبيد مثالًا حيًا على معاناة الشعب الفلسطيني، وحجم الظلم الذي يطاله، حتى في ملاعب الرياضة.